بأيّ حال عُدتَ يا صيفُ… فقد ودّعناك العام الماضي بأجواء صاخبة وسياح يملأون المناطق والشوارع والبحار، ومهرجانات جعلت الأرض تتأرجح من تحتنا زهوا وفرحا وحياة، وها نحن نلقاك هذا العام بمتاريس حرب. فأيّ صيف ينتظرنا هذا العام؟ وما مصير المهرجانات التي لطالما شكلت لؤلؤة الصيف في لبنان؟
تماما كمصير البلاد، يبدو مصير المهرجانات مجهولا حتى الساعة، بانتظار ما ستؤول إليه الاوضاع في الايام المقبلة. فعامل الاستقرار الامني أساسي، إذ كيف يمكن إقامة مهرجانات تحت القصف؟
تؤكد مسؤولة الإعلام بمهرجانات بعلبك مايا الحلبي أن لا قرار نهائيا حتى الساعة بشأن إقامة المهرجانات من عدمها، فهي مرهونة بالتطورات جنوبا، مشيرة إلى أن “القصف لا يوفّر بعلبك وبالتالي لا يمكن إقامة المهرجانات قبل الوصول إلى حلّ نهائي ينهي إطلاق النار حتى لا نعرّض ضيوفنا لأي خطر”.
وتضيف: “الوضع خطير للغاية، وإذا استمرت الامور على ما هي عليه اليوم فمن المستحيل إقامة المهرجانات”، مشيرة إلى ان القرار يجب أن يتخذ خلال الأسابيع المقبلة، على أن يعلن القرار النهائي في أوّل حزيران.
من بعلبك إلى بيت الدين، حيث يؤكّد مصدرٌ مطلع ضمن لجنة الإعداد لمهرجانات بيت الدين أن البرنامج جاهز غير أن السير بالمهرجانات مرهون أيضا بالوضع الامني، ويضيف: “لا يمكننا إقامة المهرجانات فيما هناك جزء من اللبنانيين يُقصف يوميا، وسط المخاوف من تمدد الحرب أكثر”.
ويشير المصدر إلى ان السيدة نورا جنبلاط ستتولى الإعلان عن مصير المهرجانات في بيان رسمي من المفترض أن يصدر خلال مدة أقصاها شهراً.
قد تغيب المهرجانات عن لبنان هذا الصيف… تماماً مثلما غيّبوا الحياة والأمل عن هذه البلاد، والانكى أن كل ذلك يفعلونه كرمى لعيونٍ ليست عيوننا.. ولا تمتّ لنا وللبناننا بصلة!