الى مركزية الضاحية الجنوبية جغرافياً، عادت الانظار والاهتمامات امس بعدما توزعت اول امس خارجيا بين الرياض في قمتها العربية الاسلامية وتل ابيب في ظل معلومات عن تقدم في اتجاه وقف اطلاق نار سرعان ما تبددت وفق المتوقع والمعهود اسرائيلياً. “صبحية” الضاحية امس كانت أشبه بلياليها التي اعتادت جولات الغارات العنيفة، اذ أطل افيخاي ادرعي باكرا موزعا التحذيرات الداعية الى الاخلاء، مستهدفة في شكل اساس عددا من الاحياء في الضاحية كانت غالبا ما تتعرض للغارات ليلاً، وسريعاً تم التنفيذ بـ 13 غارة وتلته من خارج خريطة التحذيرات، غارة قرب الطريق الدولية في عالية اسفرت عن سقوط 5 قتلى .
اما السياسة فلم تحمل جديداً غداة تلاشي الامال بإمكان بلوغ الهدنة في حين اطلع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي سجل في الرياض مواقف وطنية نوعية متقدمة على مداولات القمة وحصيلة لقاءاته ليُبنى في ضوئها على الشيء مقتضاه.
سنواصل الضرب
ليس بعيدا، وفيما تحدثت القناة 14 الإسرائيلية عن ان الجيش وسع عملياته جنوبي لبنان إلى مناطق لم يصل إليها منذ بداية العملية البرية، أكّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أنّ إسرائيل لن تقبل بوقف إطلاق النار في لبنان، وستواصل ضرب حزب الله بكل قوة. وفي سياق آخر، قال كاتس إن المواقع النووية الإيرانية أصبحت “مكشوفة بشكل أكبر من أي وقت مضى” أمام الضربات الإسرائيلية، وذلك خلال اجتماع مع هيئة الأركان العامة. ونشر كاتس تصريحاته عبر حسابه بمنصة “إكس”، وأرفقها بصورة من الاجتماع الذي عقده الإثنين، وقال: “إيران اليوم مكشوفة أكثر من أي وقت مضى أمام ضرباتنا التي تستهدف مشآتها النووية. لدينا الفرصة لتحقيق هدفنا الأهم، وهو القضاء على التهديد الوجودي لدولة إسرائيل”.
بري ميقاتي
في السياسة ، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي العائد من الرياض. كما استقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد ضم عضوي كتلة اللقاء الديمقراطي النائبين وائل أبو فاعور وهادي أبو الحسن، أمين السر العام في “التقدمي” ظافر ناصر. وجرى خلال اللقاء البحث في المستجدات السياسية والميدانية.
اجتماع مع السيسي
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل ميقاتي على هامش أعمال القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عقدت في الرياض في المملكة العربية السعودية. وشارك في اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب. وفي خلال اللقاء، جدد الرئيس السيسي “موقف مصر الداعم للبنان وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض وإدانة العدوان الإسرائيلي، سواء في الأراضي الفلسطينية أو لبنان”، مشدداً “على أهمية دور المجتمع الدولي في وقف التصعيد بالمنطقة ومنع الانزلاق نحو حرب إقليمية ذات تداعيات كارثية على حاضر ومستقبل شعوبها”. كما أكد “مواصلة مصر تقديم الدعم للبنان وشعبه الشقيق”. بدوره ثمن الرئيس ميقاتي “المساندة المصرية الثابتة والراسخة للبنان”، مؤكدا “دعم جهود مصر الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة”. وشدد على “ان الاولوية هي للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على لبنان والتوصل الى وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 كاملا”.
للـ1701
ووزعت وزارة الخارجية والمغتربين نص القرار الصادر عن القمة العربية والإسلامية غير العادية التي عُقدت في الرياض، والفقرات المتعلقة بلبنان: 1 و 8 و 9 و 32. ايضا، استقبل وزير الخارجية عبدالله بو حبيب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هنيس-بلاسخارت وعرض معها لمستجدات العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، وللمساعي والجهود القائمة للتوصل الى وقف لإطلاق النار وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكامل مندرجاته وبشكل متوازي.
تأخير التسريح
في غضون ذلك، قدمت كتلة “التوافق الوطني” اقتراح قانون معجلا مكررا، يرمي إلى تأخير تسريح كل الضباط في القوات المسلحة اللبنانية (جيش، امن دولة، امن عام، امن داخلي) وتمديد سن التقاعد للعسكريين في مختلف القوات المسلحة لمدة سنتين.