اذا صدقَ بعض وسائط الإعلام الفرنسية فإن لبنان سيكون مدار بحث بين الرئيس الأميركي تجو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال لقائهما المقرر في الأسبوع المقبل لمناسبة توجه الأول الى فرنسا في الخامس من حزيران الجاري في الذكرى الرابعة والثمانين لنزول جيوش الحلفاء على شاطئ النورماندي، على أن يستقبله ماكرون في قصر الإليزيه في الثامن منه، أي يوم السبت المقبل. وعلى ذمة الإعلام فإن الجانب الفرنسي سيطرح الأزمة الرئاسية اللبنانية من خارج جدول الأعمال الذي يتضمن لبنان ولكن من الزاوية الجنوبية ذات الارتباط بالحرب على غزة التي ستكون بنداً أساساً في المحادثات الثنائية الى جانب حرب أوكرانيا والعلاقات الاقتصادية ذات الصلة بالتنامي السريع للاقتصاد الصيني الذي بات يشكل «تحدّياً مباشراً أكيداً» للاقتصاد الغربي عموماً والأميركي تحديداً.
أمس سألت الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق عن معلوماته حول احتمال تناول الرئيسَين الملف الرئاسي اللبناني، فأجابني أن ما لديه من معلومات يفيد أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان يشغل بال قصر الإليزيه لغير سبب، من ذلك أن المسألة بدأت تأخذ عنوان التحدّي الشخصي بالنسبة الى ماكرون الذي يشعر بأنه أصيب بغير نكسة في تعاطيه معه منذ مبادرته الشهيرة (على معادلة سليمان فرنجية – نواف سلام) وشعوره بالخيبة لعدم القدرة على النجاح في تمريرها، ثم النكسة الثانية التي لم تلقَ تجاوباً يُذكر عندما جاء موفَدُه الى لبنان حاملاً فكرة «الورقة» الثالثة التي يلفها الكثير من الضباب وعدم الوضوح.
وختم الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق قائلاً: ولا أكشف سراً إذ أرى أن ماكرون يعتقد أن الأميركي «لا يحلب معه صافياً»، كما تقولون في لبنان، ولربما يذهب الى أبعد من حيث الظن بوجود العصي الأميركية في دواليب «المهمة» (كما يسميها) التي يؤديها في لبنان. وهو بالتالي يريد أن يستمع مباشرة من بايدن ما إذا كانت ظنونه في محلها.