شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لادولة المؤسّسات الغائبة

يبحث اللبناني، بالسراج والفتيلة، عن معلَم واحد من معالم الدولة، ولكن عبثاً، فلا حياة لمن تنادي.

والموضوع الذي أتناوله، اليوم، في هذه العجالة، ليس مسألة ذاتية، إنما هو انموذج صارخ للحال التي وصلنا إليها. لذلك فإن الاهتمام به ليس مسألة ترف في غير زمانه ومكانه، والعكس صحيح. قد يقول قائل ويسأل: ألا ترى الى الحال العامة وأوضاع المنطقة والإقليم لتجد مساحة تخصصها للحديث عن كهرباء لبنان وأوجيرو من زاوية عطل كهربائي؟

بداية العطل تترتب عليه مضاعفات وتداعيات قد تطاول، لا سمح الله، حياة الناس. ثم إن من أبسط حقوق المواطن ألّا يبقى رهينة الأعطال إذ يكفيه ما فيه من مشكلات وقضايا وأزمات وتبخر مدخراته وتحوله الى لقمة سائغة في أفواه وحوش الفساد والتحكّم بأوضاعه وتعريضه للظلم والقهر والهوان، وسحب آخر قرش من جيبه، ودفعه الى الهجرة، «موسمية» كانت (على الطريقة التي يقترحها الأوروبيون) أو دائمة…

القصة بدأت منذ بضعة أشهر عندما استبدلت شركة كهرباء لبنان الساعات القديمة وعدّاداتها بساعات وعدّادات جديدة، وقد أسفر هذا التدبير عن أخطاء جسيمة في غير منطقة ومبنى ومؤسّسة، وحدث أن المصعد في إحدى البنايات تمّ وصله

بِـ «فازَين» اثنين بدلاً من الثلاثة «فازات» (triphasé) ما يعرّض ركّاب المقصورة الى الخطر. ولم تنجح المحاولات المتواصلة منذ أشهر للتواصل مع شركة كهرباء لبنان. فالرقم الذي تضعه على إيصالاتها الجديدة لا يجيب إطلاقاً (01442721). وفي كل مرة نتصل بأوجيرو، التي تزود المتصل بأرقام هاتف خيالية تقول إنها لشركة الكهرباء. آخر نماذجها، أمس بالتحديد، الآتي:

الرقم 01585870 «غير موجود في الخدمة». الثاني 01254560 ليس له أي علاقة بشركة الكهرباء، الرقم الثالث الذي تفضلت به أوجيرو (لن أذكره لأنه يعود الى مرجعية سابقة)، وعلى الرقم الرابع ردت سيدة بالشتائم: «حلّوا عن(…) انتو وشركة الكهربا»…

ولم يبقَ في اليد حيلة سوى اللجوء الى هذه الزاوية، ربما يتحرك أحد درءًا لخطر نحمّل شركة الكهرباء المسؤولية عنه بالضرورة.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق