عنوان هذه العجالة ليس من عنديّاتنا، إذ هو مقتَطَف من البيان الذي أدلى به الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين الذي اختار كلماته بعناية فائقة، وهو الذي اعتذر عن عدم تلقي أسئلة الزملاء الصحافيين والإعلاميين عموماً تداركاً للنطق بأي كلمة قد يكون من شأنها أن «تخربط» ما تمّ التوافق عليه، حتى الآن، على طريق وقف إطلاق النار بين حزب الله والعدو الإسرائيلي… وهذا هدف مركزي، يسعى إليه الجانب اللبناني والجانب الآخر في الجهة المقابلة من الحدود، حتى ولو راوغ بنيامين نتنياهو وتصلّب في مواقفه وآخرها عنترياته في الكنيست أول من أمس مصرّاً على شعار «المفاوضات تحت النار والقصف».
المعلومات المتوافرة عن خلوة الرئيس نبيه بري الليلية مع فريق من أقرب المقرّبين، عشية استقباله موفَد الرئيس جو بايدن، أفادت أنه أجرى اتصالات مع الطرف الأميركي موضحاً موقف لبنان على حقيقته. ولم يستبعد أحد الأوساط أن تكون هذه الاتصالات قد شملت أيضاً البعضَ في الإدارة الأميركية الجديدة التي ستتسلم مقاليد الحكم في البيت الأبيض الى جانب الرئيس المنتَخَب دونالد ترامب في العشرين من شهر كانون الثاني من العام المقبل.
كمية التفاؤل الضخمة التي ضخّها عاموس هوكشتاين، من عين التينة، في المشهد المأزوم، يواجهها تحفّظ جدّي هو وليد التجربة المرّة مع رئيس وزراء حكومة الكيان العبري من خلال إسقاطه الكثير من التفاهمات على وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما بات معروفاً جداً، ولا يحتاج الى شرح فشرحُه منه وفيه. فهل حصل الجانب اللبناني المفاوض على تعهد أميركي بضمان ما ربما يكون رئيس المجلس النيابي قد توصل الى التفاهم عليه مع عاموس؟! والأبعد من ذلك: ما قيمة هكذا اتفاق إذا رفض نتنياهو الإلتزام به؟!.
هذا، من دون أدنى شك، ما يدعو الى القلق المبرّر. وهو ما ستظهر الحقيقة الواقعية فيه اليوم على أبعد حد.
أمّا على الصعيد الداخلي فليس ثمة أدنى شك في أن الرئيس نبيه بري يملك تفويضاً من حزب الله، واضحاً ومكرّراً ومعلَناً، منذ أيام الراحل الكبير الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله. وفي هذا السياق يُفهم تأجيل كلمة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم التي كانت مقرّرة أمس الى موعد آخر.
وعلى الصعيد الداخلي أيضاً يمكن التوقف عند البدء في طرح موضوع المطالبة بإطلاع مجلس النواب على مضمون الاتفاق. وفي التقدير أن هذه النقطة لن تشكل عقبة في وجه الاتفاق إذا «مشى» به نتنياهو.