شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – عندما تزول النشوة ويصطدم نتنياهو بالواقع

حتى كتابة هذه الأسطر لم يكن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد حقق شيئاً من مزاعمه العبور الى الداخل اللبناني عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية. فالنشوة التي دوّخت نتنياهو عن التعامل مع الواقع على حقيقته سرعان ما بدأت تتبخر. وقد يجتاز الاحتلال الحدود، على وقع الأرض المحروقة ولكنه سيواجه مقاومة شرسة كان في خاطئ تقديره أنها أخذت تترنح بعد اغتيال سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله. إلا أن أمنيات العدو في مكان والحقيقة في مكان آخر، وهذا ما أثبته تعامل رجال المقاومة بتوجيه الصواريخ التي طاولت تل أبيب، وأيضاً ثبات الرجال في مواقعهم المتقدمة عند الحدود، وقد أصابا تلك الأمنيات وأصحابها بالخيبة من خلال وقائع الميدان، لا سيما ألسنة نيران القصف التي كانت تتوهج في سماء تل أبيب من دون أن تتمكن القبة الحديدية من التصدي لها، وكذلك من خلال إعلان وزير الأمن القومي الصهيوني الذي وصف المواجهة بأنها «ليست سهلة»، ليضيف الناطق باسم جيش العدو بأن القتال الذي يدور في جنوب لبنان هو «عنيف»، لتعلن صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن العملية على جنوب لبنان «ستكون أكثر تعقيداً من غزة».

وفيما كان بن غفير الوزير المتطرف جداً (الطارئ حديثاً على حكومة الحرب) يهدّد ويقول: «هذا هو الوقت لسحق حزب الله» كان مجلس الأمن القومي الأميركي الذي أيّد «حق» إسرائيل في ما تقوم به يحذرها بأن هذه العملية «قد تكون محفوفة بالمخاطر». في هذا الوقت كانت شركة «امبري» تعلن أن السفينة التابعة لها والمتواجدة على بعد نحو مئة ميل عن الحديدة اليمنية قد أصيبت من زورق مُسَيَّر، في حين دعا وزير خارجية بريطانيا دفيد لامي الى «وقف فوري للقتال»، ونحا نحوه وزير خارجية فرنسا الذي امتاز بأنه توجه الى إسرائيل، ليسميها بالاسم وليحثها على وقف «أي عملية» في لبنان. وبينما تخوّف مجلس الأمن القومي من دخول إيران هذه المواجهة، كانت صفارات الإنذار (الخطر) تدوّي في أجواء فلسطين كلها بالتزامن مع هدير الصواريخ من مختلف الأصناف، التي يدك بها حزب الله مناطق ومدن ومستعمرات العدو، تأكيداً على أن الحزب لا يزال يملك ورقة الصواريخ بكامل فعاليتها.

حدث هذا كله في وقت لم يكن أي جندي عدو قد وطأ أرض لبنان.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق