اتصل إعلامي بارز زميل معروف بقربه من المقاومة وأيّد ما كتبناه، أمس، عن اتجاه العدو الإسرائيلي للإبقاء على الجبهة مع لبنان مشتعلة فيما لو اتفقت الأطراف المعنية على هدنة طويلة أو قصيرة. وقال حرفياً: إن ما ذهبتَ إليه في مقالكَ حول إصرار نتنياهو على الحرب، حيثما يتيسر له أن يحارب، وللأسباب الموجبة التي ذكرتَها هو عين الصواب، ومع أنني لست مخوّلاً أن أتحدث عن الحزب، إلا أنني أعرف، بالتأكيد، أنه (الحزب) مطّلعٌ على مخططات العدو ونياته ومقاصده، وبالتالي إذا افترضنا، جدَلاً، أنه تم التوصل الى هدنة في غزة وأن الاحتلال لن يوافق على أن يتم وقف النار على الجبهة مع لبنان فالحزب سيتعامل مع هكذا قرار بالأسلوب المناسب، وهو أعد العدة للسيناريوات كافة.
الى ذلك، لعل أكثر ما لفتني وأثار الاهتمام، امس، ما نشرته صحيفة بريطانية رصينة حول موضوع المواجهة بين حزب الله والعدو الصهيوني وخلاصته أن وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن قد أبلغ الى نتنياهو وأركان جيشه أن الولايات المتحدة ستقف في الجانب الصهيوني وستدعمه بالوسائل كافة الى حد المشاركة المباشرة في القتال اذا اتسعت الحرب مع لبنان. في هذا الوقت كان المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي يخبرنا أنهم رفعوا الجهوزية على الجبهة الشمالية (شمال فلسطين/ جنوب لبنان) وأنهم قرروا التحول من المرحلة الاعتيادية الروتينية الى مرحلة الطوارئ. وتحدث عن المناورة التي أُجريت مقابل حدودنا الجنوبية قائلاً إنها تهدف الى تحسين أهلية وجهوزية قواتهم المقاتلة والتمرن على ما ادّعى أنها قدرات تفعيل النيران واتخاذ القرارات العملياتية في الميدان ومعالجة ونقل الجرحى وتمتين التعاون بين مختلف الهيئات.
يحدث هذا في وقتٍ يعلن نتنياهو عن حاجتهم الى أكثر من 350 ألف مجند جديد، بعدما أرهقتهم حرب غزة وحرب الإسناد والمشاغلة في الجنوب.
هل يعني، هذا كله، أن الحرب العدوانية الواسعة على لبنان واقعة حتماً بين ليلة وضحاها؟!.
لا نزعم أننا نملك الخبرة العسكرية، فقط نقول: لو كان العدو يثق بقدراته على خوض حرب واسعة ضدّ لبنان وينجح فيها، لما تخلف لحظة واحدة عن شنّها، وهو الذي لم يستفِق، بعد، من صدمة عملية «الأربعين» التي لا يزال الصهاينة ممعنين في عدم الكشف الحقيقي عن الخسائر الحقيقية التي تكبّدوها جرّاءها.
khalilelkhoury@elshark.com