شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – إيران كيف ستواجه هذا التحرّج الكبير؟

لا شك في أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمام تحرّج كبير جراء استشهاد رئيس المجلس السياسي لحركة حماس على أراضيها. وثمة «أسباب موجبة» لهذا التحرج الذي يمكن أن يتحول الى مأزق. إلّا أن المعلومات التي توافرت، طوال نهار أمس من العاصمة الإيرانية، تقاطعت عند أن ثمة جدولاً، من بضعة بنود، تعكف القيادة في الجمهورية الإسلامية على دراسته لاتخاذ القرار الذي يؤدي الغاية وهي أن يكون الرد على مستوى جريمة الاغتيال.
من أسباب التحرّج أن الاغتيال أُجري على الأرض الإيرانية. وهذا في حدّ ذاته أمر خطير. ثم إن تواجد هنية في طهران كان تلبية لدعوةٍ إيرانية وُجّهت إليه للمشاركة في مناسبة تنصيب الرئيس الايراني الجديد. ومن ثمّ عدم التوصل الى الجزم في ما إذا كان الصاروخ الذي استهدف الشهيد مصدره فلسطين المحتلة أو منصّةٍ ما في مكانٍ ما من المسافة الممتدة ما بين فلسطين وطهران. ولا سيما ما إذا كان مصدر انطلاق القذيفة الصاروخية من داخل الأراضي الإيرانية يقف وراءها مَن يطلَق عليهم تسمية «عملاء إسرائيل في الداخل»، إذ سبق أن اكتُشفت غير خلية من هؤلاء العملاء.
وبالإضافة الى أن عملية الاغتيال هي موجهة (من الناحية المعنوية) الى هيبة النظام الإسلامي الإيراني، فإنها ترسم علامات استفهام عديدة أبرزها اثنتان: الأولى هي ثمة خلل في حماية الأجواء الإيرانية. والثانية هي أن هناك خللاً ملحوظاً على صعيد أجهزة المخابرات. وهذه النقطة تزداد أهمية وخطورة إذا ثبت أن الصاروخ الذي استهدف الشقة التي كان يقيم فيها هنية مصدره الداخل الإيراني.
ماذا، ومتى، وأين وكيف سيكون الرد الإيراني؟ في تقديرنا أن الجواب سيبقى غامضاً إن لم يكن متعذّراً الى أن يحصل. وفي هذه النقطة يمكن التمعن في العقلية والنهج الإيرانيين في حياكة السجاد (العجمي الشهير)، فلقد يبقى صانع السجادة يحوك خطوطها طوال خمس سنوات الى أن تطلع من بين يديه تحفة فنية.

khalilelkhoury@elshark.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق