سوريا تفتح صفحة جديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد

دفعت المعارضة السورية المسلحة بقوات إلى دمشق لتأمينها، وذلك بعد ساعات من إعلانها إسقاط نظام بشار الأسد، بينما تتواصل الاحتفالات في المدن السورية بهذا الحدث.

وقال المراسلون إن رتلا كبيرا من قوات إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة دخل العاصمة دمشق لتأمينها، مضيفا أن الرتل يضم قوات النخبة وقوات حفظ النظام و أن أوامر صدرت من القائد في إدارة العمليات أحمد الشرع (الجولاني) بتأمين كل المنشآت الحيوية وفرض الأمن في دمشق.

وجاء هذا التطور بينما وصل الجولاني إلى دمشق.

وفي كلمة له من ساحة الجامع الأموي بدمشق قال القائد بإدارة العمليات بالمعارضة السورية المسلحة أحمد الشرع — إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نشر الطائفية، واليوم سوريا للسوريين جميعا.

وأضاف أن النصر الذي تحقق بإسقاط النظام هو “نصر لكل السوريين”.

وقال رئيس حكومة النظام محمد الجلالي، فجر الأحد، إنه مستعد “للتعاون” مع أي قيادة يختارها الشعب، ولأي إجراءات “تسليم” للسلطة، مع إعلان فصائل المعارضة البدء بدخول العاصمة. وأعلن الجلالي، في كلمة بثّها عبر حسابه على موقع فيسبوك: “هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية، دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار، ومع العالم(…). ولكن هذا الأمر متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري. ونحن مستعدون للتعاون معها بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة”.

وكانت إدارة العمليات العسكرية أعلنت عن حظر تجول في العاصمة يبدأ من الرابعة عصر الأحد حتى الخامسة من فجر اليوم الاثنين.

ويأتي إعلان حظر التجول بينما تسعى المعارضة لبسط الأمن في دمشق عقب انهيار النظام وتفكك أجهزته الأمنية.

وتعهدت قيادة المعارضة بتأمين العاصمة والمدن الأخرى التي سيطرت عليها، وحذرت من المساس بالمؤسسات العامة والممتلكات الخاصة.

وبعد 10 أيام من بدء عملية “ردع العدوان” التي أطلقتها هيئة تحرير الشام وفصائل من الجيش الوطني باتجاه مدن حلب وحماة وحمص، نجح مقاتلو المعارضة في دخول دمشق بعد أن أطبقوا عليها من عدة جهات مما أدى لفرار الأسد وانهيار قواته.

وصباح امس، أعلنت إدارة العمليات العسكرية أن الأسد هرب، كما أعلنت أن “مدينة دمشق أصبحت حرة”، وذلك بعيد دخول مقاتليها العاصمة تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.

وبينما كانت التقارير تفيد بفرار بشار الأسد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، كان مقاتلو المعارضة يبثون بيانا عبر التلفزيون الرسمي يعلنون فيه انتصار الثورة وسقوط النظام.

كما دخل المقاتلون القصر الجمهوري ومنزل الأسد في حي المالكي الراقي.وكانت القوات الموالية للنظام السابق قد انسحبت من المواقع السيادية والأمنية في العاصمة والمواقع العسكرية الرئيسية في محيطها، في حين أكدت مواقع سورية توقف جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي وإخلاءه من العاملين. وأفادت تقارير إعلامية بأن كثيرين من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين.

وشهدت الساحات الرئيسية في دمشق، بما فيها ساحتا الأمويين والعباسيين، احتفالات بانهيار نظام بشار الأسد.وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بإنهاء 61 عاما من حكم حزب البعث.

واحتضنت ساحة الأمويين في وسط دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.

وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من مناطق العاصمة ابتهاجا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة بشار الأسد.

وشهدت معظم المدن السورية الأخرى، بما فيها حماة وحلب وحمص التي سيطرت عليها المعارضة في الأيام القليلة الماضية، احتفالات مماثلة تخللها إسقاط تماثيل لبشار الأسد ووالده حافظ الأسد.

وامتدت الاحتفالات إلى عدد من مدن الساحل السوري ومنها اللاذقية التي كانت توصف بأنها معقل للنظام، وكذلك إلى مدن خاضعة لسيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية مثل الرقة.

وفي طريقهم إلى قلب العاصمة، حرر مقاتلو المعارضة آلاف المعتقلين من سجن صيدنايا العسكري بريف دمشق.

ولا يزال آلاف آخرون في 3 طوابق سفلية، ولم يتسن بعد الوصول إليهم، بحسب مراسل الجزيرة أدهم أبو الحسام.

وشهد سجن صدنايا العسكري في السنوات الماضية انتهاكات واسعة بحق معتقلي الرأي شملت التعذيب حتى الموت والإعدام، بحسب المعارضة السورية ومنظمات دولية.

وكانت المعارضة المسلحة حررت آلاف المعتقلين من سجون حلب وحماة وحمص.

وقبل دخولها الى دمشق بساعات أعلنت المعارضة سيطرتها على حمص.. ثم  بدأت دخول الضواحي الجنوبية لدمشق وفر ألف جندي من جيش النظام إلى العراق واتجهت  قوات المعارضة وبعد سيطرتها على محافظة القنيطرة (جنوب) نحو دمشق.

وإثر اشتباكات عنيفة خاضتها مع قوات النظام، سيطرت قوات المعارضة على منطقة داريا، جنوبي دمشق.

وأظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، جنودا تابعين لجيش النظام وهم يخلعون زيهم العسكري ويرتدون أزياء مدنية، تزامنا مع تقدم المعارضة نحو العاصمة. وعقب سقوط دمشق سيطرت على جبلة ومدينة اللاذقيةفي الساحل السوري معقل الاسد.

 

 

ترحيب دولي بسقوط الأسد وتشديد على احترام وحدة سوريا

توالت ردود الفعل العربية والدولية بعد إعلان المعارضة السورية المسلحة دخول العاصمة السورية دمشق فجر  الأحد وسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي أعلن استقالته وغادر البلاد، حسب موسكو.

وشدد ملك الأردن عبد الله الثاني على ضرورة احترام “إرادة” السوريين، ويحض على تجنب “الفوضى”. كما أكد وقوف الأردن إلى جانب السوريين واحترام “إرادتهم”، داعيا لتجنب انجرار البلاد إلى “الفوضى”.

وأفاد الديوان الملكي في بيان بأن الملك قال أثناء اجتماع لمجلس الأمن القومي إن “الأردن يقف إلى جانب الأشقاء السوريين، ويحترم إرادتهم وخياراتهم”.

وأكد “ضرورة حماية أمن سوريا ومواطنيها ومنجزات شعبها، والعمل بشكل حثيث وسريع لفرض الاستقرار وتجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى”.

وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية موقفها الثابت والجوهري في احترام وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.

وقالت إن “الشعب السوري هو من يحدد مصير بلاده بعيدا عن أي تدخلات تخريبية أو إملاءات أجنبية”.

وأعربت السعودية عن ارتياحها لما وصفتها بالخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري، مؤكدة وقوفها بجانب الشعب السوري وخياراته في هذه المرحلة الحرجة.

ودعت -في بيان- المجتمع الدولي للوقوف بجانب سوريا دون التدخل في شؤونها الداخلية.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الشعب السوري سيعيد رسم مستقبل بلده، وينبغي على المجتمع الدولي دعمه، وأكد ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، ووحدة أراضي سوريا واحترام حقوق الاقليات ومساواتها وعدم التميز بحقها.

وقال المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون إن ما نراه في سوريا تطور دراماتيكي، معلنا تضامنه مع كل من عانى على مدى 14 عاما.

وأضاف بيدرسون من المهم أن ترسل ما سماها “سلطة الأمر الواقع” رسالة بأنها تريد أن تكون سوريا للجميع.

وأكد أنه من المهم لكل السوريين أن يوحدوا صفوفهم، ويضعوا الأساس لسوريا المستقبل، وحث جميع السوريين على منح الأولوية للحوار والوحدة واحترام حقوق الإنسان.

قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية إن “نهاية دكتاتورية بشار ألاسد تطور إيجابي طال انتظاره، ويظهر ضعف روسيا وإيران”.

ورحبت فرنسا بأنباء سقوط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، ودعت إلى إنهاء القتال، وطالبت بانتقال سياسي سلمي في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية في بيان “الآن هو وقت الوحدة في سوريا”.

من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “دولة الهمجية سقطت أخيرا”.

وأعربت ألمانيا عن “ارتياحها الكبير” لسقوط حكم الأسد، محذرة في الوقت عينه من وصول “متشددين” إلى السلطة.

التعليقات (0)
إضافة تعليق