سقط السلاح الذي يدّعي حماية اللبنانيين [الحلقة الأولى]

كتب عوني الكعكي:

لا شك أن سلاح المقاومة حرّر لبنان من الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في 6 حزيران 1982 ووصول الجيش الإسرائيلي الى بيروت بعد حصار دام 100 يوم، من أجل إخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

وبالفعل، تمّ إخراج «أبو عمار» وجماعته من بيروت في تاريخ 30 آب (أغسطس)، حيث جاءت البواخر لتنقله من مرفأ بيروت الى اليونان ومنها الى تونس.

تلك هي الحقيقة، إذ دفع اللبنانيون الثمن غالياً في ظلّ احتلال لا يرحم، إذ عاشت بيروت أياماً طويلة تدفع ثمن القتل والتدمير. ولكن للتاريخ قام البطل خالد علوان بقتل 3 ضباط في منطقة الحمراء، وتحديداً في مقهى «الويمبي» مما اضطر الاحتلال الإسرائيلي الى الانسحاب تدريجياً فلم يبقَ في بيروت أكثر من 3 أيام.

الاحتلال الإسرائيلي للبنان ولّد مقاومة، وهذه هي طبيعة الأمور. إذ إن كل احتلال يولّد مقاومة.

وبالفعل، قامت المقاومة بكامل واجبها بالتحرير لمدة 18 سنة، وضحّت بالغالي في سبيل التحرير. وهنا علينا أن نشكر إيران على المساعدات العسكرية والمالية التي قدمتها للمقاومة. كما علينا أن نشكر سوريا حافظ الأسد، إذ لولاها لما كنا قد حصلنا على هذه الكميات من الصواريخ والمدافع والأسلحة والمال، وهنا علينا أن نقدّر عالياً دور الرئيس السوري حافظ الأسد في دعم المقاومة على صعيدين:

* على الصعيد السوري أولاً، لأنّ ما قدمته سوريا لا يستطيع أحد أن ينكره، إذ لولاها لما كانت هناك مقاومة، وأيضاً كذلك الدور المالي وعلى صعيد الأسلحة.

* ثانياً: نظام ولاية الفقيه. وهنا علينا أيضاً أن نأخذ بالاعتبار أن الدور الايراني تطوّر من هدف التحرير الى هدف السيطرة والحكم، وهذا ما سنتحدّث عنه.

بكل صدق إن ما أنجزته المقاومة عام 2000 لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، وإعلان إسرائيل لأوّل مرّة في تاريخها أنها انسحبت من لبنان علناً ومن دون أي شروط.

المصيبة الكبرى أنّ نظام الملالي ظنّ أنه بالانسحاب الإسرائيلي حقق انتصاراً عسكرياً كبيراً على إسرائيل… وأنّ حلم الهلال الشيعي قد بدأ يتحقق، وهذا ما حذّر منه الملك الأردني عبدالله الثاني.

دخل «الحزب» في «الدولة» من خلال مشاركته في الانتخابات النيابية والدخول الى الحياة السياسية النيابية كما الدخول في الحكومات، بمعنى آخر إن المقاومة التي حرّرت لبنان لم تكتفِ بذلك بل كان عندها هدف أكبر، ألا وهو تنفيذ مشروع ولاية الفقيه، أي السيطرة على البلاد العربية، كما أعلن ذلك بكل صراحة جماعة ولاية الفقيه، وعلى لسان قادتهم بالقول: «إننا نسيطر على أربع عواصم عربية هي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء». إذ أصبحت المقاومة التي حرّرت لبنان تدير مشروع ولاية الفقيه الذي يملك مشروعاً إيرانياً يدّعي تحرير القدس، ولكن الحقيقة هي في مكان آخر، أي إن هدف نظام ولاية الفقيه هو مشروع التشييع. أما قضية فلسطين ليست سوى شعارات مسروقة وتمريرات على العالم العربي بادعائهم أنهم يريدون تحرير القدس. والحقيقة أن همّهم الوحيد هو تشييع أهل السنّة في الدول العربية. وهذا هو سبب اختيار هنري كيسينجر لآية الله الخميني بديلاً لشاه إيران.

الفضيحة الكبرى كانت عملية «طوفان الأقصى» التي قام بها شهيد الأمة العربية المناضل يحيى السنوار الذي فضح المشروع الإيراني وبيّـن كذبه.

الوحيد الذي شذّ عن مشروع ولاية الفقيه هو شهيد فلسطين السيّد حسن نصرالله الذي أعلن منذ اللحظة الأولى لعملية «طوفان الأقصى»، إنه دخل المعركة من دون رأي أو موافقة ولاية الفقيه.

وغداً حلقة ثانية عن كيفية سقوط السلاح المقاوم الذي كان يحمي لبنان واللبنانيين…

وإلى اللقاء في الحلقة الثانية

aounikaaki@elshark.com