على مسافة اربعة ايام من عيد الميلاد ودخول البلاد عطلة الاعياد، وجهت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت رسالة لمناسبة نهاية العام قالت فيها: “كان العام 2024 بالنسبة للبنان، لنقل أقل ما يمكن قوله، عاما متخما بالمعاناة الهائلة، خلاله زهقت العديد من الأرواح وحياة الكثيرين فجعت أو تعثرت”. واكدت إن “النزاع الذي تسبب في معاناة تفوق الوصف خلّف وراءه جراحًا عميقة وصدمة، بالإضافة إلى دمارٍ واسع النطاق. وبالتأكيد، فإنّ رحلة التعافي الشاقة، ولملمة الجراح، وإعادة البناء قد بدأت للتوّ”.وتابعت:”وفيما لا يزال هناك الكثير من العمل المتبقي لضمان استدامة ترتيبات وقف إطلاق النار وتحقيق الأمن والاستقرار الذي يستحقه الشعب اللبناني، فإن العام 2025 يحمل في طياته وعدًا بفرصٍ جديدة وأسبابًا للأمل”.وختمت:”لطالما كانت الأمم المتحدة الى جانب لبنان وشعبه في الأوقات العصيبة، وهي تواصل ذلك الآن. وبالنيابة عن أسرة الأمم المتحدة بأكملها، أتمنى لجميع اللّبنانيين السلام والصحة وازدهارًا متزايدًا في العام الجديد”.
انتخاب وتشكيل
في بكركي، إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السفير البابوي في لبنان المونسينيور باولو بورجيا مع وفد قدم التهاني، لمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد. وكان حديث عن عدد من المواضيع الكنسية، وعرض للتطورات المحلية والإقليمية كما التقى الراعي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو في زيارة تهنئة بالاعياد. وتم التشديد على “ضرورة تعاون وتكاتف جميع المعنيين في لبنان لإنتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة لتعود الحياة الى المؤسسات الدستورية وينتظم عملها لتأمين حياة ومستقبل كريم لكل مواطن لبناني”.
لقاءات السراي
اما في السراي الحكومي فعقد الرئيس نجيب ميقاتي ، اجتماعا مع المنسق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا والمدير الأقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه وسفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال.
شارك في الاجتماع مستشارا رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وزياد ميقاتي، تناول البحث التنسيق بين الحكومة ومؤسسات الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي لتقديم المساعدات والدعم للبنان، ولا سيما في مجال اعادة الإعمار. وعرض الرئيس ميقاتي الاوضاع الامنية في البلاد مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان.
انتهاكات اسرائيل
من جهته، تلقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب اتصالات هاتفية من كل من وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا هاميش فولكنر، والمفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات حجة لحبيب، ومن مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون البحر الأبيض المتوسط دوبرافكا سويكا، تم خلالها التباحث في مستجدات الأوضاع في لبنان وانتهاكات اسرائيل المستمرة لوقف اطلاق النار. وأكد بوحبيب أن استمرار الخروقات الاسرائيلية لا يساعد على خفض التصعيد، وإنما يقوّض الجهود الجارية لتثبيت وقف اطلاق النار وإرساء التهدئة على الحدود. ودعا الدول الغربية الى المساهمة السريعة في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب. وقد وعدت حجة لحبيب بالسعي لزيادة المساعدات الانسانية التي يقدّمها الاتحاد الأوروبي للبنان، لتمكينه من معالجة تداعيات الحرب وآثارها. بدورها أكدت دوبرافكا سويكا أهمية دعم مقدرات الدولة اللبنانية لأن ذلك يسهم في تحقيق استقرار طويل الامد، ووعدت باستمرار الدعم الاوروبي للبنان باعتبار هذه المسألة من الأولويات على أجندة الاتحاد الاوروبي. كما أشارت الى اهمية انتخاب رئيس للجمهورية واجراء اصلاحات اقتصادية في لبنان، بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، ليتمكن الاتحاد الاوروبي من تقديم المزيد من الدعم له.