حذّر نائب قائد جيش الاحتلال الأسبق، رئيس حزب “الديموقراطيين” (حزب “ميرتس” سابقاً)، الجنرال في الاحتياط يائير غولان، من أن إطالة أمد الحرب تعرّض أمن إسرائيل للخطر، مشدداً على أن الصفقة هي الحل. في مقال نشره موقع صحيفة “هآرتس” العبرية، قال غولان إن هذه المعركة مستمرة إلى ما لا نهاية، وأنا أقول ما أقول لأنه لم يكن من الصواب عدم إنهاء هذه الحرب منذ زمن طويل، بل لأن استمرار هذه المعركة يخدم المصالح السياسية للسيد الذي فرّطَ بأمن إسرائيل اليوم، وهذا الشخص لا يزال، للأسف، رئيس حكومتها.
ويقول غولان في مقاله إن استمرار الحرب يكبّدنا أثماناً باهظة في صفوف المقاتلين والضباط، فجميع الأبحاث المختصة بعلم النفس العسكري تعترف بأن المقاتل يفقد جزءاً كبيراً من نسبة يقظته ووضوح أفكاره بعد 45 يوماً على وجوده تحت الضغط القتالي المتواصل. وبناءً عليه يستنتج القول عن نتنياهو إن ذنب السيد الذي فرّطَ بأمن إسرائيل هنا أكبر كثيراً من مسؤوليته المباشرة عمّا حدث في السابع من تشرين الأول.
طبقاً لغولان، فإنه يترتب على استمرار الحرب آثار خطِرة في القدرة المدنية الإسرائيلية على الصمود. ويقول إن شنّ حرب على الجبهة الشمالية، وإن حرباً مباشرة في مواجهة إيران، سيضعان مواطني إسرائيل في ظل تهديد مباشر وفوري بأحجام لم يسبق أن عاشها الإسرائيليون حتى اليوم، وفقط وقف إطلاق النار المستمر يسمح للمواطنين، وللسلطات المحلية، وهيئات الطوارئ المدنية، وسائر الجهات الخدماتية، بإمكان تحقيق إعادة الإعمار المادي وإعادة التأهيل النفسي المطلوبين.
ويعتبر أن كل قائد يحترم نفسه يعرف مصطلح “اقتصاد الحرب”، واقتصاد الذخائر، ثم “اقتصاد قطع الغيار”، المشتق من اقتصاد الذخائر. ويضيف: “قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل، حتى الآن، مساعدات تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والمصانع الحربية تعمل على مدار الساعة، وعلى الرغم من هذا كلّه، فإن هناك نقصاً في كل شيء. تحدثوا مع رجال الاحتياط الذين تعرفونهم شخصياً، لكي تعرفوا أن هناك نقصاً مقلقاً في أغراض ضرورية جداً في عتادهم. ويؤكد أن المفترض بالقائد، إذا كان يتمتع بالمسؤولية، أن يوقف الحرب في أول فرصة، ليعيد بناء الجيش الإسرائيلي، تحضيراً لتحديات المستقبل.
ويختتم غولان بالقول: “هذا ما تحتاج إليه إسرائيل هنا، والآن: صفقة تبادُل، ووقف لإطلاق النار في الشمال والجنوب، وعودة اللاجئين (الإسرائيليين) إلى منازلهم، وإعادة تأهيل مدنية وعسكرية. إلى جانب أمر آخر صغير، يجب أن يتم الحسم داخل إسرائيل، سياسياً، هناك حاجة إلى إجراء انتخابات في أقرب فرصة، وانتخاب قيادة مسؤولة تتمتع بثقة الشعب. لدينا شعب رائع، وقيادة فظيعة. لقد آن الأوان لاستبدال القيادة، وهذا قد يحدث غداً صباحاً، إذا كنا عازمين بما يكفي على التخلص من حُكم السيد الذي يفرّط بأمن إسرائيل”.