بقلم سليمان أصفهاني
نصادف في هذه الحياة وجوه ربما نندم على رؤيتها بعد فترة من التواصل لان البعض يكون مجرد فخ مموه بالملامح الطفولية والقلب الطيب والدموع والشكوى من الغبن والحاجة للمساعدة وإدعاءات الثراء والطموحات السياسية والرياضية والاعلامية، لكن الاهم من كل هذا أن الايام كفيلة في أسقاط الاقنعة عن حالات تحتاج الى مستشفى المجانين من شدة تخبطها بين الخيال والحقيقة والفبركات التي من الصعب تحليلها في لحظتها وتحتاج لوقت حتى تتحول الى صورة واضحة.
المفلس فكرياً وأخلاقياً مثلاً سقط على العاصمة بيروت حاملاً معه بعض الدولارات التي رماها على أحلام من صنع السراب حتى تلاشى بشكل تدريجي بعد أن تسلح بمخاوفه من أفعاله في مدينة أكبر منه ومن محيطه، وهنا ذهب للالتصاق بالاخرين كي يحمي نفسه ويرسل رسائل التهديد المبطنة الى من قام بإنتشاله من البئر عميق لاكثر من مرة وسانده في أوقات الشدة.
حين وصلت الرسائل من المفلس التافه كان الرد بالصمت تمهيداً لاعادة نفس الرسائل الى أصحابها لان أصابع اليد لا تشبه بعضها وهو يعلم أن ليست كل اللحوم صالحة للاكل، ومن يسكن في منزل من زجاج عليه الانتباه لان في هذه الايام لا احد يعرف من أين ممكن أن تأتي الحجارة، والحجرة التي لا تصيب ستحدث حتماً الضرر ولو بشكل طفيف.
سوق الاقنعة لم يغلق أبوابه حتى اليوم، لكن الخبرة باتت ضرورية لاسقاطها حتى يقع الناس في أفخاخ من يرتديها.