لارا يزبك
قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله اول امس، غامزا من قناة معارضي حزب الله وتحديدا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “إننا اليوم في مواجهة كبرى يقودها من قبل أعدائنا الإدارة الأميركية وحكومة العدو ومعهم حلفاء من دول كبرى، وفي المقابل لدينا محور المقاومة، ولدينا في لبنان هذه المقاومة، أي أنها معركة بحجم كبير، وهي ليست مع الصغار، وإنما مع الكبار على مستوى القوة والقدرة والامكانات، ولا وقت لدينا لمن يشاغب من هنا أو هناك، ولا لمن يطلق مواقف وتنظيرات تستبطن في نفسه الموقف التاريخي تجاه فكرة المقاومة، ولا وقت للمقاومة وقيادتها لمثل هؤلاء، لأنها تخوض الآن معركة على مستوى كبير، وعندما نهزم المشروع الكبير أو عندما لا نمكّنه من تحقيق أهدافه، فإن ذلك يترك الصغار في خيبتهم وحسرتهم”. تابع “الدولة في لبنان من خلال رئيس المجلس النيابي أو الحكومة تعبّر عن الموقف الرسمي، وهي تتولّى التفاوض، وتبحث عن أفضل السُبل لمصلحة البلد، وقد يثير هذا الأمر حنق فلان أو علّان، أو أن هناك في لبنان من يرتضي لنفسه أن يكون أداة ضغط خارجية على الحكومة، فهناك رؤية وطنية عامة اليوم تعبّر عنها المقاومة ومؤسسات الدولة، وعندما تعجز الضغوط الخارجية عن تغيير هذه الرؤية، تستخدم بعض الأدوات الداخلية البسيطة التي يكون تأثيرها مجرد إعلامي من أجل الضغط على الحكومة كي تأخذ موقفاً بخلاف الموقف الذي أخذته”.
مرة جديدة، يظهر حزب الله حقيقة نظرته الى شركائه في الوطن. فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، اذا لم يطبّلوا له، فهم صغار وأدوات للخارج. جعجع، في مؤتمره الصحافي الاخير الجمعة، حرص على وضع الخلاف مع الحزب في الاطار السياسي، ورفض ردا على سؤال ان يبدّل في هذا التموضع، رغم اتهامه مِن قبل الحزب بالصهيوني، كما جاء في سؤال الصحافي. لكن في المقابل، نرى حزب الله، الذي لا ينفك يدعو اللبنانيين الى الحوار معه حول رئاسة الجمهورية والى الجلوس على الطاولة للتفاهم، كما يردد اهل الثنائي الشيعي منذ أشهر، نراه لا يعير اي اعتبار لرأي الفريق الآخر في البلد ويعتبر ان لا وقت لديه للاستماع الى “ضجيج” هؤلاء الصغار..
لكن بحسب المصادر، هؤلاء “الصغار” يشكلون اغلبية الرأي العام اللبناني الممثل اليوم في البرلمان والذي يرفض مغامرات حزب الله منذ 8 تشرين، كما ان هؤلاء “الصغار” هم اصحاب اكبر كتلة نيابية مسيحية في مجلس النواب. فعن اي شراكة وحوار يتحدث الحزب وهو يرى في هؤلاء أدوات لا اكثر؟
اما ثناء فضل الله على اداء الحكومة، فليس الا الدليل على انها صدى لمواقف الحزب وتعمل وفق أجندته، تختم المصادر.