لارا يزبك
قال رئيس الحكومة نوّاف سلام ان الوقت حان لبناء دولة قوية ولاحتكار القوات المسلحة الشرعية للسلاح في لبنان. وشدد، في كلمة ألقاها الأحد من ساحة الشهداء بمناسبة إحياء الذكرى الـ50 لاندلاع الحرب الأهلية، على ضرورة أن تستعيد الدولة اللبنانية “ثقة المواطنين وأن يجتمعوا مع بعضهم البعض ومع دولتهم”. وتابع “علينا أن نتعلّم من مآسي الحرب، وحان الوقت لنعيد بناء دولتنا القادرة على حمايتنا من خلال جيشها”. وأوضح أن “الحكومة تسعى بالدبلوماسية لتحرير النقاط في الجنوب” التي لم يخلِها الجيش الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة.
قبل ايام على هذا الكلام، كان سلام يعلن ان مجلس الوزراء سيخصص جلسة للبحث في ملف تطبيق الطائف لناحية حصر السلاح بيد القوى الشرعية. وقبله بأسابيع وعشية زيارة قام بها الى السعودية، اعتبر سلام أن “صفحة سلاح حزب الله انطوت بعد البيان الوزاري وشعار “شعب جيش مقاومة” أصبح من الماضي”. وشدد على أن “البيان الوزاري ينص بوضوح على حصر السلاح بيد الدولة والجميع ملتزم بذلك، ولا أحد يعمل في اتجاه معاكس لحصر السلاح بيد الدولة”، معتبرا ان “حصر السلاح بيد الدولة لن يحدث بين ليلة وضحاها”. ولفت الى ان “إسرائيل تتذرع بسلاح حزب الله للبقاء في الجنوب، وهذا البقاء بالجنوب مخالف للقانون الدولي والتفاهمات الأخيرة”.
تدريجيا، يعد رئيس مجلس الوزراء الارضية المناسبة لطرح قضية السلاح الشائكة، على طاولة البحث الحكومي، وذلك للمرة الاولى، بشكل جدي، منذ الطائف ومنذ الانسحاب الاسرائيلي عام 2000. وتقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، ان ثمة تنسيقا بين الرئاسات الثلاث حول هذا الملف وان بعبدا والسراي سيتعاونان ويتكاملان لمعالجة الملف وانهائه وان المسار سيتقدم بثبات وثقة ليبلغ الهدف ولو استغرق الامر بعض الوقت.
ووفق المصادر، بعبدا ستتولى الحوار مع حزب الله في مرحلة اولى، للتوصل الى تفاهم حول ضرورة الانتقال الى مرحلة جديدة يحتكر فيها الجيش والدولة السلاح وقرار الحرب والسلم. وبعد اقتناع الحزب – اذا اقتنع – سينتقل الملف في مرحلة ثانية، الى طاولة مجلس الوزراء ليجد الالية الانسب لتطبيق هذا القرار الكبير، بالتعاون طبعا مع المجلس الأعلى للدفاع وكل الأجهزة المعنية الرسمية. قطار حصر السلاح انطلق، كما قال رئيس الجمهورية جوزيف عون في مقابلة صحافية امس، ويبدو شهد اندفاعا مضاعفا بعد زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس الأخيرة، ولن يعود الى الوراء، حماية للبنان، تختم المصادر.