قوبل حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للقناة الـ14 الإسرائيلية “اليمينية المتطرف” عن “صفقة جزئية” لإطلاق سراح المحتجزين في غزة ثم استئناف الحرب لاحقا بغضب لدى أهالي الأسرى وانتقادات داخلية وخارجية. وازاء ردود الفعل الداخلية والخارجية تراجع نتانياهو عن تصريحاته وأكد التزامه بخطة جو بايدن لتبادل الاسرى، مشيرا الى ان الذين يقولون ان الجيش غير قادر على الانتصار يشوّهون ويضعفون معنويات الجيش، معتبرا ان وراء هذه المقولات إيران.
وقال نتانياهو -في أول مقابلة له مع قناة إسرائيلية منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول الماضي– إنه مستعد للتوصل إلى صفقة يستعيد خلالها المحتجزين لدى حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وباقي الفصائل، ثم يعود بعدها إلى الحرب.
وتنفي هذه التصريحات التأكيد الأميركي على موافقة إسرائيل على مقترح الاتفاق الذي قدمه الرئيس جو بايدن نهاية أيار الماضي، والذي ينص على إنهاء كامل للحرب.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر مطلع قوله إن تصريح نتانياهو يمكن أن يخرب احتمالات التوصل إلى اتفاق.
كما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” -نقلا عن مصادر مطلعة- بأن تصريحات نتانياهو تتعارض مع تفويضه فريق المفاوضات بوقف الحرب في النهاية.
ووصفت المصادر التصريحات بـ”الصادمة”، مشيرة إلى أن حماس كانت تريد التأكد من الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.
كما نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤول على علاقة بالمفاوضات أن تصريحات نتانياهو تتسبب بضرر كبير لاحتمال التوصل إلى صفقة.
من جانبه، قال غادي آيزنكوت عضو مجلس الحرب السابق والعضو في الكنيست إن حديث نتانياهو عن صفقة جزئية لإعادة المحتجزين يتعارض مع قرار مجلس الحرب.
كما أغضبت تصريحات نتانياهو عائلات الأسرى، حيت أدانت هيئة أهالي الأسرى في غزة بشدة “تراجع” نتانياهو عن المقترح المطروح لصفقة التبادل. واعتبرت أن إنهاء الحرب في غزة من دون إعادة المحتجزين إخفاق قومي غير مسبوق وعدم تحقيق لأهداف الحرب.
من ناحية أخرى، نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن والد محتجز قضى في غزة قوله إن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يوحِ -خلال لقاء مع أهالي الأسرى القتلى في غزة- بأنه سيكون هناك أي تحول في تركيز وأهداف الجيش بالقتال في القطاع.
وعلى صعيد آخر، قال يولي إدلشتاين عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن -في حديث إذاعي- إن إسرائيل لن تنتصر على حماس من دون إعادة المحتجزين كافة.
وتأتي هذه التفاعلات في المشهد السياسي داخل إسرائيل في وقت تتواصل فيه المظاهرات الداعية لوقف الحرب وإبرام صفقة تبادل، حيث أفادت المراسلون بأن محتجين أغلقوا صباح امس مفترق طرق رئيسيا شمال تل أبيب. وأضرم المحتجون الإسرائيليون النار، ورفعوا لافتات كتب عليها “كفى لحكومة الخراب”، في إشارة إلى المطالبة بإسقاط حكومة نتانياهو.