بقلم الشيخ مظهر الحموي
عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى
ليس التجني على الإسلام بالأمر الجديد، ولم تكن هذه الإفتراءات وما يريدون منها ومن خلالها التشكيك، والتي كانت آخرها إنشاء مركز علني للتشكيك في ثوابت الإسلام هو مركز “تكوين” لنشر الإلحاد وإنكار السنة والذي تم تدشينه يوم السبت 4 أيار (مايو)٠.2024
بقيادة: المشكك إبراهيم عيسى، هذا الرجل المثير للجدل والمعروف بمهاجمته للإسلام..
ولا بد من القول إن الإفتراءات والإنتقادات ومحاولات التشويه لهذا الدين بدأت منذ فجر الرسالة الإسلامية ومبعث النبي الكريم ، وقد طاولته ﷺ بأبشع التهم والمفتريات، وغمزت من كتاب الله بل ومن الشريعة الإسلامية الغراء وكان ﷺ يدعو لقومه بالهداية الى هذا الدين.
ولا تعني هذه الدعوة الرحيمة من الرسول ﷺ أن يتخذ المسلمون موقف اللامبالاة من الهجمات المستعرة والمستمرة على تعاليم إسلامنا العظيم، وإنما أن يتوخى المسلمون قدرا كبيرا من الحكمة في التصدي لهذه الإفتراءات وأن يتصدوا لهذه الإفتراءات بشكل إيجابي وبموقف علمي صوابي حضاري حتى يلامس قلوب المؤمنين في أصقاع الأرض وليؤكد على تضامن المسلمين والتفافهم حول دينهم عن طريق الكتابات والندوات والمحاضرات العلمية التي يجب أن تحتشد فيها كل الاتجاهات الفكرية الإسلامية، في وحدة جامعة للدفاع عن أحكام دينهم، وهذا ما يستدعي منا الدعاء في أن يستمر فيما بعد هذا الإئتلاف والتناغم طويلا، وليس في الملمات والمواجهات فحسب.
ولا بد من التأكيد أن هذا السلوك اللافت في تحرك المسلمين لمواجهة الإفتراءات الشنيعة بالاسلوب العلمي الرصين سيفوت الفرصة على أعداء هذا الدين، وبخاصة على الصهيونية العالمية التي يسرها جدا أن يمارس المسلمون بعض المظاهر المتطرفة لتؤكد على أننا إرهابيون إنفعاليون نواجه الكلمة والرأي بالشغب والفوضى.
لهذا يجب علينا أن نعمل وبكل حكمة على تخييب ظنون الكائدين عندما نبدي غاية الرقي في مخاطبة كل مشكك ومفتري وتأليب جمعيات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية لإستصدار قوانين تحرم التعرض للأحكام والمقدسات، وتسفه مزاعم حرية الرأي والتي في الحقيقة لا يبدر منها أي رأي يستحق النقاش والرد، وإنما هي مجرد تفاهات وبذاءات، ولا ينبغي لنا أن ننحدر الى هذا المستوى المتدني
من هنا لا بد لنا من التنويه ببعض المقترحات في تحديد الردود العلمية التي ينبغي على المسلمين إتباعها لمواجهة المتطاولين على تعاليم الإسلام العظيم .
١- أن ينشأ مجمع علمي لدحض الإفتراءات والشكوك من الذين يتطاولون على التعاليم والأحكام الإسلامية والذين يجهلون عظمة هذا الدين، حتى يتصدى لهم علماء الأمة.
٢- أن يكون هناك رد سياسي ويتمثل بأن تقف الدول الإسلامية موقف الرجولة والغيرة والتسهيل للدفاع عن تعاليم الإسلام.
٣- أن يكون هناك رد شعبي يتمثل بالضغط على الحكومات المسلمة لتقف موقفا إيمانيا يثبت ان أمتنا لا تزال حية ومتلاحمة تغار على إسلامها.
٤- أن يكون هناك رد فني وإعلامي يبين أهمية إنتاج الأعمال الدرامية كالأفلام والمسلسلات والندوات والمحاضرات والكتابات في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام.
٥- أن يحذر الناس من الوقوع في شراك هكذا مراكز شيطانية كل همها تشكيك المسلمين في دينهم
في الحقيقة ان الذين يتطاولون على هذا الدين هم إحدى فئتين، فهم إن أحسنا الظن إما جهلاء، وإما مغرضون، ولكل من هاتين الفئتين أسلوب خاص ينبغي إعتماده حتى نصل الى الغاية المنشودة من حملات التصدي لهم.
فإذا أردنا أن نتحدث عن الجهلاء السذج الذين رسخت في أذهانهم وعقولهم صور مشوهة عن هذا الدين وذلك من خلال مدارسهم المشبوهة وما تتناوله أيديهم من كتب مسيئة للإسلام، فهؤلاء هم أحق الناس أن نوصل إليهم حقيقة رسالة الدين الحنيف وأن نبلغهم مضامين هذه الشريعة الإنسانية السمحة لنزيل ما علق في نفوسهم من شوائب وشبهات..
وقد لا يتخلى بعضهم عن أفكاره السابقة حول هذا الدين، أو أنه سيظل متشبثا بمعتقده،وهنا ليس علينا إلا مهمة إيصال الرسالة إليه وهذا دورنا، وقد يحاول بعضهم الآخر، وهم ليسوا قلة، الإستماع أو القراءة أو الإستفسار برغبة المعرفة والإجابة على أسئلة كثيرة ومتراكمة، فهؤلاء الذين ينبغي أن نتقرب منهم وأن تعمد الجهات الإسلامية الكبرى وبخاصة منظمة المؤتمر الإسلامي والمؤسسات الدعوية الكبرى بالنفاذ إليهم والإقتراب منهم لمحاورتهم وتقديم الدراسات لهم لشرح حقيقة هذا الدين القيم..
وأما الفئة الثانية أي المتعنتون المغرضون والذين والله أعلم من خلفهم… فينبغي أن نفوت عليهم فرصة إحداث الفوضى التي يتمنونها وأن نتمتع بروح عالية من المسؤولية في الحوار وحسن التعاطي، وذلك حتى نستقطب المزيد منهم..
وإنما نؤكد أن المواقف الرصينة الواعية والحكيمة التي يمكن أن ياخذها المسلمون في مواجهة الحملات والإفتراءات المسيئة للتعاليم الإسلامية وذلك بإيجاد مجمع علمي لا بد إلا أن يؤتي أكله ولو بعد حين، طالما أنه يوجد هناك مبادرات جريئة ومتقدمة تخاطب الجهلاء والمتعنتين، كل بلغته وعلى قدر عقله وأسلوب تفكيره..
الشيخ مظهر الحموي