استمرت الغارات الإسرائيلية على العديد من مناطق قطاع غزة، حيث قامت طواقم الإنقاذ بانتشال عشرات الجثامين الجديدة لشهداء قضوا في هجمات إسرائيلية خلال عمليات التوغل، في الوقت الذي كشف فيه النقاب عن بدء الخطوات العملية لاجتياح إسرائيلي محتمل لمدينة رفح جنوب القطاع، التي تعج بالنازحين.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتكاب الاحتلال «4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة» خلال الساعات الـ 24 الماضية، «وصل منها للمستشفيات 42 شهيدا و63 إصابة».
وذكرت الوزارة أن «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 34012 شهيدا و76833 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي». وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارتين على منطقتي السكة، وعلى منزل لعائلة المبحوح يقع في حي تل الزعتر في مخيم جباليا شمال القطاع.
وقد أدى القصف إلى تدمير الأماكن المستهدفة، وإلى إصابة عدد من السكان، نقل بعضهم إلى مستشفى كمال عدوان القريب من المكان.
كما قامت المدفعية الإسرائيلية بتنفيذ عمليات قصف مدفعي إسرائيلي استهدف محيط منطقة عزبة بيت حانون شمال القطاع. وقال سكان من شمال القطاع إن دوي انفجارات سمع في ساعات ليل الخميس وفجر الجمعة في عدة مناطق، كان من بينها غارة استهدفت المناطق الغربية لشمال غزة، وقد أحدثت حالا من الهلع الشديد، في وقت واصل فيه الطيران الحربي التحليق على ارتفاعات منخفضة.
وقد انتشلت طواقم الدفاع المدني 4 شهداء و3 إصابات، سقطوا خلال استهداف طائرات الاحتلال منزلاً في منطقة الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة.
كذلك جرى انتشال 3 شهداء وإصابة من تحت أنقاض منزل عائلة الجزار، في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وذلك بعد استهداف المنزل من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي.
ورغم الانسحاب الإسرائيلي من المناطق الشمالية لمخيم النصيرات وسط القطاع، إلا أن الطيران الحربي شن عدة غارات جوية استهدف بعضها منازل وأخرى استهدفت أراضٍ زراعية.
وجاء ذلك بعد أن نفذ الطيران في ليل الخميس غارة على أحد منازل المخيم، أوقعت شهيدين وعددا من الإصابات، جرى نقلها إلى مشفى العودة. وتلا ذلك قيام الزوارق الحربية الإسرائيلية، التي تتمركز في مناطق عرض البحر، بإطلاق عدة قذائف تجاه بحر المنطقة الوسطى. وفي السياق، قامت المدفعية الإسرائيلية بشن عدة هجمات استهدفت المناطق الشرقية لمحافظات دير البلح وخان يونس ورفح.
المقاومة تتصدى
وفي سياق التصدي للعدوان، أعلنت المقاومة الفلسطينية، عن تنفيذ عدة هجمات استهدفت قوات الاحتلال المتوغلة في عدة مواقع داخل القطاع.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكريّ لحركة حماس، عن تصدي ناشطيها لآليات الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتوغلين، في محور «نتساريم» بـقذائف الهاون من العيار الثقيل.
وذكرت أيضا أن ناشطيها أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال، تفجير عيني نفقين مفخختين في قوات الهندسة الإسرائيلية وإيقاعهم بين قتيل وجريح في منطقة المغراقة وسط قطاع غزة. كما اعلن امس عن قيام المقاومة بقصف صاروخي على مستوطنات غلاف غزة ومن بينها سيديروت .
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قيادة جيش الاحتلال وضع الخطط الحربية لشن هجوم بري على مدينة رفح، رغم التحذيرات الدولية بوقوع مجازر أكثر دموية، جراء وجود نحو 1.5 مليون فلسطيني في تلك المدينة، غالبيتهم من نازحي الحرب، الذين طلب منهم جيش الاحتلال سابقا الذهاب إلى المدينة.
وحسب تقرير جديد لقناة i24NEWS الإسرائيلية، فقد أشار إلى وجود تقدم في الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة، قبل توسيع العملية في جنوب القطاع.
وذكرت القناة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قدم للجيش الأميركي تعليمات العملية لتفعيل «الممر الإنساني» في غزة، باعتبار أن الممر «شرط أميركي حاسم للقيام بعملية برية في رفح». وأوضحت أن الجنرال الإسرائيلي باراك حيرام، عرض هذه الأوامر أمام قائد القيادة المركزية لجيش الولايات المتحدة «سنتكوم»، استعداداً لتوسيع العملية البرية لإسرائيل في جنوب القطاع.
وأشارت إلى أنه في إسرائيل، يدركون أنه بدون زيادة المساعدات الإنسانية وتفعيل الممر، سوف يعارض الأميركيون العملية في جنوب القطاع.