جنبلاط: المنطقة إلى المجهول وبدائل «الطائف» تدخلنا في الفوضى

الشرق –  لفت الرئيس وليد جنبلاط خلال لقاءٍ حواري استضافته فيه «مؤسسة نجار للثقافة والحرية» إلى أن «الحزب التقدمي الاشتراكي قدّم مذكرة للأحزاب بما يتعلق بملف النازحين السوريين، وقد وصلت الى الرئيس نبيه بري، ثم حصل سجال واسع، وكانت توصيات المجلس النيابي بخصوص ذلك».

وأضاف جنبلاط في معرض حديثه عن هذا الملف: «اكتشفنا بأن ليس هناك تصنيفاً فعلياً للوجود السوري واللاجئين، إن كانوا لاجئين سياسيين أو اقتصاديين أو عمّال أو برجوازيين، وبالنهاية يجب أن نصل الى وقف هذه الحملة العنصرية الهائلة تجاههم»، لافتاً إلى أنّه «لا بدّ من التنسيق الكامل بين UNHCR والدولة اللبنانية، والأفضل أن تكون الدولة ممثلة بجهاز واحد بينما تضمنت التوصيات في المجلس النيابي 5 أو 6 أجهزة، وهذا برأيي يضيّع البوصلة، إذ إن جهازاً واحداً يكفي إن كان الأمن العام أو الجيش».
وفي ما يتعلق بمساعدات النازحين من قبل المؤسسات الدولية، سأل جنبلاط «كيف تأتي تلك المساعدات؟ كيف يتقاضى اللاجئ السوري المساعدة، مباشرة من قبل unhcr، أو من NGOs والمجتمع الأهلي، واذا كان كذلك فما أدراكم ما هو المجتمع الأهلي، رأينا التجربة بالملايين التي أتت الى البلد بعد انفجار المرفأ، بعضها وصل الى المستحقين وبعضها ضاع».

ورداً على كلام الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي دعا فيه إلى فتح البحار أمام النازحين الى قبرص وغير قبرص، قال جنبلاط: «هذا الكلام مرفوض، ويقصد السيد حسن بالتحديد رفع عقوبات قانون قيصر عن سوريا، ولكن ماذا بالمقابل؟ لا شيء، نحن نرى من عشر سنوات أو أكثر في هذا الحوار من أجل الحوار مثل حوار أوسلو، حول الإصلاحات في سوريا التي لم تعطِ شيئاً حول الفترة الانتقالية، ولكن يجب في المقابل الاتفاق على دفتر شروط، الإصلاح في سوريا، ونقطة مهمة وقف تصدير الكبتاغون». وتابع جنبلاط «لا أوافق على هذا المدخل بأن نرسل اللاجئين، وإذا أرسلنا البعض البحرية لدينا لن تمنعهم لكن هناك قوى بحرية أخرى ستمنعهم، ونكون بذلك نرسلهم إلى الموت».

وحول ما يجري في غزة وجنوب لبنان، قال جنبلاط: «قلت في أول المعارك يوم بدأت الحرب مع اسرائيل، أتمنى ان لا نتورط بالحرب أو أن يجرنا حزب الله ونصرالله الى حرب، وقد اندلعت الحرب، وفي أول خطاب لنصرالله قال نحن «حالة مستقلة»، أي نحن و»حماس» واليمن أي حالات المقاومة المتعددة منفصلين عن بعضنا لكن هناك تنسيق، إنما بالخطاب الثاني اختلف الحديث وأصبح هناك تنسيق كامل بين الفصائل المقاومة ودخلوا بالحرب مساعدة للشعب الفلسطيني بغزة».

وردا على سؤال حول موضوع الانتخابات الرئاسية، قال: «لم أسمع أي جديد في هذا الخصوص، حتى عندما كنت في فرنسا إذ كان همّ الرئيس الفرنسي فصل المسارات اذا أمكن لبنان عن غزة».

وبشأن الإصلاح الاقتصادي، قال جنبلاط: «أعتقد أن الرئيس ماكرون كان على حق عندما زار لبنان ووضع جدول أعمال وما يسمى خارطة الطريق لصندوق النقد الدولي، لكن لم يطبق منه شيء، كذلك القانون المُبهم حول الكابيتال كونترول».

وبشأن طروحات تغيير النظام، قال جنبلاط: «يجب الحذر من أي مغامرة في تغيير اتفاق الطائف، يجب تحسين وتطبيق بعض الأمور التي لم تطبّق، لكن الفيدرالية وما يطرح من مثيلاتها من أمور بديلة للطائف قد يدخلنا في فوضى».

وأضاف جنبلاط: «آموس هوكشتاين زارني في جولته على المسؤولين الحاليين والسابقين، وقلت له إنه يجب أن يطبق الهدنة، فأجابني ما الهدنة؟ فقلت له ليكن هناك توازن للقوات المسلحة، بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، والملف الكامل ليس لدي. لكن حسبما فهمت من الرئيس بري هناك 13 نقطة عالقة إذا وجد الحل لهم حول الحدود يمكن أن يشكلوا مدخلاً لفصل المسارات».

ورداً على سؤال، قال جنبلاط: «يجب تعزيز المؤسسات الامنية، إذ إننا في وضع محلي اقليمي حيث أصبحنا جزءاً من الجمهورية الاسلامية الكبرى، كما كنا العام 1953 ودخلنا في محور، كلفنا حربا أهلية صغرى مقارنة بالحروب اللاحقة، ثم حلَّ الاستقرار حتى العام 1967 واتفاق الطائف، واليوم المنطقة في أول الطريق نحو المجهول».

التعليقات (0)
إضافة تعليق