جعجع: حديث بري أسقط عنه القناع ومحور الممانعة يقسّم البلد

نجوى ابي حيدر

الشرق – «حديث رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم اسقط عنه القناع، ولا يحلمَنّ احد ببلوغ لحظة يصبح في لبنان مرشد اعلى». بالفم الملآن قالها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي فنّد عبر «المركزية» مواقف بري والاتهامات التي كالها اليه عبر صحيفة «الجمهورية»، لا سيما تحميله مسؤولية عرقلة الحوار ورئاسة الجمهورية والسعي الى الفدرلة. من مقولة بري ان «المكان الطبيعي لأي تشاور هو مجلس النواب وان المجلس مؤسسة لها رئيس والرئيس ايا كان اسمه هو المعني بأن يترأس جلسة التشاور بين الكتل»، يبدأ جعجع بالقول: خطأ خطا وخطأ. بري رئيس مجلس نواب وليس رئيسا لكل الكتل النيابية لأن الكتل مستقلة، لها تمثيلها الشعبي، وطبيعي ان تتشاور في ما بينها ساعة تريد وحيث تريد، وأذكره على سبيل المثال بزيارات الكتل الى معراب في اكثر من ملف من كتلة الاعتدال في مبادرتها الرئاسية التي حينما وافقنا عليها نقضها الرئيس بري بعدما اعطى موافقته، الى كتلة اللقاء الديموقراطي التي تزور معراب ايضا غدا للتشاور. إذا مبدأ بري يتعارض مع كل اسس العمل الديموقراطي. الكتل النيابية كيانات قائمة لا يحق لرئيس المجلس التحكم بها.

ويتابع: صحيح ان المجلس النيابي مؤسسة لها رئيس، لكن لا يمكن للرئيس ان يتخطى صلاحياته ويشرّع، هو رئيس بما اعطاه اياه الدستور وليس بمحاولة السيطرة على سائر المؤسسات الدستورية. طبعا هو رئيس ونتعاطى معه على هذا الاساس انطلاقا من طبيعتنا الجمهورية، ولو انه فاز بالكاد بصوت، واننا اخصام في السياسة. وهنا اسأل، بربكم اي مادة في الدستور اللبناني تنص على انه « قبل كل انتخابات رئاسية يدعو رئيس المجلس الى طاولة حوار تحضرها الكتل للتشاور في انتخابات رئاسة الجمهورية»؟ بري اليوم اسقط عن وجهه القناع. هو يحاول خلق عرف ومواد دستورية غير منصوص عنها. لسنا مع طاولة الحوار برئاسة بري انما مع الاتصالات والمشاورات بين الكتل.

عن قول بري ان جعجع يتحمل مسؤولية تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية وانه لا يريد الحوار ولا انتخاب رئيس يؤكد «الحكيم» ان تكتل الجمهورية القوية» هو اكثر فريق يجري حوارات على الاطلاق، ومستعد لها كل لحظة، انما من ضمن الاطر الطبيعية والدستورية لا عبر خلق اعراف من خارج الدستور لزيادة صلاحيات بري، وأكرر: يستحيل ان نصل الى وقت يكون في لبنان مرشد اعلى للجمهورية. ويسأل: اسألوا الرئيس بري الذي يتهمنا بتعطيل انتخاب رئيس، هل من جلسة رئاسية دعا اليها ولم يحضرها نواب «الجمهورية القوية»؟ في المقابل، هل من جلسة لم يخرج منها نواب كتلته مع حلفائهم في محور الممانعة لتعطيل الدورة الثانية التي كانت كفيلة حتما بانتخاب رئيس وأخرها جلسة 14 حزيران الشهيرة؟ واستتباعا، ان كان الرئيس بري والسيد حسن نصرالله يملكان من القوة ما يدّعون فلماذا إذا يعطلون جلسات الانتخاب ويهرول نوابهم الى خارج القاعة فور انتهاء الدورة الاولى؟ ولماذا يتحججون بالحوارات ووجوب ترؤس بري جلساتها ليحولوا دون انتخاب رئيس؟

اما عن تهمة رفضه الحوار للدفع نحو اعتماد الفدرالية التي لم يتخلَ عنها وانه ما زال يقيم في حالات حتما، فيرد جعجع قائلا: هذا افتراض من بري لا علاقة له بالواقع. وما دام هو اثار موضوع الفدرالية فليسمع. ان من يقيم تقسيما كاملا وليس فقط فدرالية، هو محور الممانعة وبالدليل القاطع. من لديه جيش رديف وأمن رديف ومؤسسات رديفة ويسيطر على مؤسسات الدولة، وينشئ معابر خاصة به، ومن يتخذ قرار الحرب بمعزل عن رأي اللبنانيين وحتى عن الحكومة التي يملك الاكثرية فيها هو من يقسّم لبنان. إن كنا نأخذ في الاعتبار الوضع الدقيق في البلاد، فليسمح لنا الرئيس بري، هذا قول لا يصح الا على محوره الممانع.

التعليقات (0)
إضافة تعليق