تُواصل إسرائيل رفع منسوب الحيطة والتأهّب ترقّباً لعملية ثأر إيرانية إثر اغتيال الجنرال زاهدي باستهداف مبنى القنصلية داخل دمشق، في عملية تمّت قبل ثلاثة أيام، وفيها شيء من الإهانة، خصوصا أن مشاهد الدمار أظهرت العلم الإيراني ممزقاً بين الركام، وكذلك صورة الجنرال قاسم سليماني، الذي اغتيل هو الآخر بهجمة أميركية، وربما بمساعدة إسرائيلية، قبل نحو العامين.
وضمن حال التأهب لرد إيراني محتمل على اغتيال زاهدي، الذي سبقته عمليات اغتيال مسؤولين إيرانيين آخرين، في السنوات الأخيرة، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي هذه المرة باستدعاء قواته في الاحتياط. كما تم تعليق منح الاجازات بجميع الوحدات القتالية، وقال الجيش الاسرائيلي ان الكيان في حال حرب وان نشر القوات يخضع لتقييم دوري.
وفي المقابل؛ قال وزير الأمن في حكومة الاحتلال يوآف غالانت، من حيفا، خلال تفقّده جاهزية الجبهة الداخلية، إنه “ينبغي علينا أن نكون مستعدين لكل سيناريو ونحن نضرب أعداءنا في كل الشرق الأوسط، ونعرف كيف نردّ على أعدائنا القريبين والبعيدين”.
غالانت، الذي حاول بهذه التصريحات ردع وترهيب إيران من خلال الزعم بما معناه “أننا سنردّ الصاع صاعين”، كرّر تهديداته بالقول إن إسرائيل غير معنية في حرب في لبنان، لكن بحال نشبت ستكون تحدياً قاسياً لنا، وستكون كارثة على لبنان و”حزب الله”، في الجنوب وفي بيروت”.
جاءت تصريحات غالانت ردّاً على تهديدات قادة إيرانيين، بأن هجمات قاتلة أكثر ستتم ضد إسرائيل قريباً”.
وفي طهران تمّ تعليق لافتات تحمل صورة غالانت وقادة الجيش الإسرائيلي وهم داخل دائرة الاستهداف وكتب في أسفلها بالعبرية: “نحن سننتقم”.
وبخلاف مرات سابقة كانت فيها إيران تصمت، أو تكتفي بتهديدات عامة على شاكلة أن “طهران ستختار المكان والزمان المناسبين للرد”، تبدو تهديدات طهران هذه المرة مغايرة بالكم، والحدة، والمباشرة، وبالجهة المهددة.
وقد هدّدَ المرشد الإيراني الروحي الأعلى علي خامنئي بالقول، في منشور بالعبرية في تطبيق “إكس”: “بإذن الله ستتلقى إسرائيل عقابها بواسطة رجالنا، وستندم على جريمتها في القنصلية في دمشق”.
وانضم رئيس إيران إبراهيم رئيسي للتهديد بقوله إن الجريمة لن تمرّ بلا ردّ”.
أما الناطق بلسان الحرس الجمهوري رمضان شريف فقد أطلق هو الآخر تهديداً مباشراً: “قريباً سنشهد هجمات أكثر فتكاً ضد إسرائيل، وجبهة المقاومة ستقوم بواجبها”. وتأخذ إسرائيل هذه التهديدات على محمل الجدّ،
وحسب “يديعوت أحرونوت”، تخشى إسرائيل قيام إيران بعمليات داخلها، أو ضد ممثليّاتها الديبلوماسية في العالم مباشرة، أو من خلال حليفاتها في المنطقة، ولذا أعلن عن رفع التأهب لأعلى درجة في السفارات الإسرائيلية في العالم.
ويدعو المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع لعدم الاستخفاف بتهديدات إيران، وينقل عن مصادر أمنية خوفها من محاولة استهداف إيرانية لبنى تحتية حساسة في إسرائيل، أو استهداف سفارات في الخارج.