بين معالم مساعي الانتاج وممارسات تمييع الجهود الجيدة

بقلم مروان اسكندر

اي لبناني لديه مقدار من فهم عمل الادارة العامة يدرك في اوضاعنا الحالية ان الحكم يمارس عمله وكان عدد من اعضائه مغيبون عن الانتاجية لانهم مستسلمون الى استشعار الانهيار اكثر مما يسمعون الى الابهار بإقرار سياسات واضحة المعالم تعالج  اغفال حاجات النظافة، تحسين خدمات الكهرباء، استشعار وطأة الاسعار على كفاية حاجات صغار الموظفين وعائلاتهم وامتناع بعض كبار المسؤولين عن تقديم اقتراحات تسهم في تحريك الاقتصاد والبرهان على الاهتمام بحاجات %90 من الشعب ممن يعانون من الفجر عن كفاية الحاجات الغذائية، ناهيك عن مجابهة الاكلاف الصحية والدراسة في مدارس ذات مستويات جيدة.

طبعًا من المؤسف والمخيف على المستقبل النظر بنفس من التشكيك بأهداف بعض الوزراء وآخرين استسلموا لواقع الامر واعتبار ان الاصلاحات لن تتوافر بسرعة ولا بد ان رئيس مجلس الوزراء، ورئيس مجلس النواب يدركان ان مرور اربع سنوات لم نشهد خلالها اي نمو، وتحول الى استعمال النقود الورقية والمعدنية لكفاية حاجات العائلات تترك نسبة ملحوظة من اللبنانيين المحظوظين فرص السفر للاقامة في الخارج.

في مقال سابق شرنا ان اللبنانيين المسافرين بقصد الهجرة بلغ عددهم منذ سنتين 175 الف لبناني ولبنانية، ومعدل الولادات على انخفاض والامل في تحسن مستقبلي بعيد لان اللبناني العادي لا يستشعر اي تحسين على مستوى حياته وتوقعاته ويا ليت توقعات متروبوليت الارثوذكس تصح حينما يقول، وهو يعبر عن حسرته على نسيان غالبية السياسيين واجباتهم، ان لبنان قادر وسيتمكن من تجاوز الازمة التي تخيف بتوقعات المواطنين. وربما هو يراجع خطواته الرعائية التي وفرت للبنان خلال ازمة الكورونا عناية منظمة وامن المتروبوليت الانارة لطلاب مدرسة تغطي حوالى 40 الف متر من ارض مناسبة في منطقة الاشرفية توفر التعليم من سنوات الطفولة وحتى بلوغ سنوات التخرج مع شهادات البكالوريا التي توصل للانتساب الى الجامعات.

كيف لرجل دين للطائفة الاقدم في لبنان ان يستطيع تامين النور والحرارة ايام البرد لألاف الطلاب عبر تجهيز سطوح المدرسة باللوحات الزجاجية التي تلتقط الطاقة من نور الشمس ومن ثم تؤمنها للطلبة والاستاذة.

الحاكم بالإنابة عن رئاسة البنك المركزي اعلن عن تحقيق وفر على حساب ميزان المدفوعات اسهم في زيادة الاحتياطي من العملات الاجنبية بما يعادل 800 مليون دولار. والحقيقة ان هذا الانجاز استند الى امرين لا يد لمصرف لبنان بتحقيق الوفر المشار اليه. من جهة اولى اللبنانيون في بيروت وبلدات الجنوب، وكسروان، والكورة وزغرتا وغيرها من المناطق تجهزت بمليونين ونصف المليون من الالواح الزجاجية للالتقاط الطاقة الشمسية وبعد ذلك تامين الطاقة للمؤسسات التي تحتاجها اي المستشفيات، والمدارس، والمصانع، وحتى النقل والانتقال، وهذه الالواح الزجاجية المصنعة في غالبيتها في الصين اصبحت تعتبر عالميًا من وسائل ضبط الظروف البيئية. وبالفعل انخفضت حاجات استيراد المازوت لتشغيل المعامل العاملة والتي تدنت طاقتها من 1080 ميغاواط منذ تجهيزها من قبل الحكومة الاخيرة للرئيس رفيق الحريري والتوجه مستمر لزيادة الطاقة بنهاية هذا العام الى 3 ملايين من الواح حفظ الطاقة الشمسية وتامين ما نسبته %90 من استهلاك الطاقة خلال 300 يوم من توافر الشمس.

بالمقابل ماذا نشهد من معملي انتاج الطاقة كما سابقًا اصبحت الطاقة العاملة حاليًا 400 ميغاواط في حين انجازها سابقًا كانت تؤمن 1080 ميغاواط في المعملين المنجزين في صيدا والذوق والنبطية وبعلبك، اضافة لانتاج حوالى 100 ميغاواط من مجاري الانهر والتي اصبحت مغيبة بسبب اهمال اعمال الصيانة، وقد شاهدنا مؤخرًا على شبكات التلفزيون كيف ان منتجات قابلة للانفجار موضوعة على مقربة من معامل الانتاج المتبقية، واي حريق يصيب اي من المعملين الاساسيان يؤدي الى اضرار كبيرة، على المعملين وعلى العاملين في المعملين، وليس من يحاسب على الاهمال الاداري لهذا الامر.

مقابل وزارات غير عاملة بنجاح مع ضمان حياة الموظفين هنالك وزارات ووزراء على مستوى المسؤولية مثل وزير الداخلية، ووزير الاشغال العامة، ووزير الاعلام لكن نشاطات هؤلاء الوزراء كوزير الاقتصاد الذي كان في زيارة لقطر مؤخرًا يبرهنون على ان العمل الجاد وان واجه معوقات يمكن ان يؤدي الى نتيجة حتمية مناسبة.

وبما اننا نتحدث عن الوزراء والانتاجية نسرع بطرح السؤال او الاسئلة بالفعل، ماذا يفعل رئيس مجلس الوزراء ما عدا موقفه من امكانية حصول لبنان على مليار يورو  لعدة سنوات من هبة دولية هي الاتحاد الاوروبي، وكلام الهرطقة بان قبول هذه الهبة يعرض لبنان لتساؤلات ونريد الاشارة للوزراء والمعلقين سلبًا على هذا الاندفاع بالإشارة الى الامور التالية.

انجيلا ميركل التي ترأست الحكم الالماني لفترات طويلة اتخذت خطوة جريئة بتنظيم استقبال 1.2 مليون سوري وسورية لان معدل الولادات في المانيا لا يؤدي الى نسبة تزايد للسكان لبلد كبير وناجح اقتصاديًا.

– الامم المتحدة لديه برنامج سنوي بتامين 2.5 مليار دولار تقسم مناصفة بين المهجرين السوريين والجهات المسؤولة عن المعونات في لبنان.

– الجيش اللبناني يحظى بدعم على مستوى 300 مليون دولار سنويًا يضاف اليها 150 مليون دولار للجامعة الاميركية و50 مليون دولار لجامعتين عاملتين.

– الحكومة الفرنسية تمنح منذ سنوات 250 مليون يورو مساعدة للمدارس التي تتبع برامج تماثل البرامج المعمول بها في فرنسا.

– مساعدات بريطانية وايطالية لرقابة  الحدود وتزويد حاجات اليونيفيل.

– قوات حفظ حدود لبنان الجنوبي ومواجهة اسرائيل، اليونيفيل، تحوز ميزانية كافية للفريق المتوافر والذي يزيد عدده على 10 آلاف جندي.

اننا نحوز مساعدات وانفاق من دول اجنبية تفوق قيمتها الاجمالية ال5 مليارات دولار اسهمت ولا زالت في تامين الكثير من حاجات اهل الجنوب.

رجاء من اصحاب الانتقادات المعتادة ان يفكروا قليلاً، ورجاء اخبارنا اذا كنا حظينا  ما اشرنا اليه من مساعدات بغياب نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الخبير الذي ابلغنا منذ قدومه ان الودائع طارت.

مروان اسكندر

التعليقات (0)
إضافة تعليق