نجوى ابي حيدر
الشرق – يغادر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بيروت مطلع الاسبوع المقبل متوجها الى القاهرة للمشاركة يوم الثلاثاء في اجتماع يعقد في مقر الامانة العامة للجامعة العربية في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية العرب المخصص في جانب منه للبحث في مصير اللجان الوزارية التي شكلت منذ أشهر عدة وابرزها اللجنة الخماسية الخاصة بترتيب العلاقات مع الدولة السورية بعد عودتها الى الحضن العربي في قمة الرياض منذ عامين، بعدما تعهدت بإجراء الاتصالات اللازمة من اجل اعادة النازحين السوريين ومساعدة الدولة السورية على انهاء اعمال تهريب المخدرات وقد خصصت لها مليارات الدولارات لمنع تصديرها الى الدول الخليجية، الا ان التهريب والاتجار ما زالا مستمرين حتى الساعة.
مؤتمر الوزراء العرب سيطرح على طاولة النقاش ملف غزة والجنون الاسرائيلي المتمدد عسكريا نحو الضفة الغربية ومجمل المبادرات المطروحة كإطار حل لا سيما العربية، والتي لم ينجح اي منها بفعل شروط رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو وجموحه اللامحدود نحو مزيد من العنف والتوتر، اضافة الى المفاوضات الجارية لوقف اطلاق النار في غزة حيث تعمل واشنطن وفق ما اعلنت على تقديم صيغة اخيرة لمبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، غير قابلة للتعديل.
وعلى بساط البحث العربي ايضا، مصير «لجنة الاتصال الوزارية العربية» الخماسية + سوريا التي شكلتها القمة العربية الاستثنائية الثانية والثلاثين التي عقدت في الرياض في 19 أيار 2023 من أجل ترتيب عودة سوريا إلى محيطها العربي وملف النازحين السوريين في دول الجوار السوري ووقف تصدير المخدرات إلى الخليج العربي وافريقيا، بعدما ألغي اجتماع كان مقررا عقده في الثامن من أيار الماضي في العاصمة العراقية بغداد، بفعل عدم احراز اي تقدم على مستوى المهام الموكلة للجنة، لا سيما وقف تهريب الكبتاغون والمخدرات على أنواعها ومنع استخدام الاراضي السورية واللبنانية ومرافق البلدين كمعبر إلى دول الخليج العربي وأفريقيا، بعدما تكررت شكاوى السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وغيرها من الدول من صفقات تهريب المخدرات، كما ان اللجنة لم تنفذ أي من الخطط التي وضعتها على لائحة أولوياتها، واقتصرت اجتماعاتها منذ تشكيلها على عقد لقاءين في القاهرة وعمان وزيارة يتيمة الى دمشق.
وعلى رغم ان كثيرين عزوا اخفاق اللجنة في اتمام المهام الموكلة اليها الى الانشغال بالحرب في غزة، الا ان عدم تجاوب دمشق مع المطالب والخطوات التي تعهدت بها امنيا وتقنيا، وفي شكل خاص منع تهريب المخدرات، لا بل تطورها الى نقلها بطائرات الدرون في الاجواء الاردنية تكرارا، احبط الامال بإمكان تجاوب النظام السوري مع الاحتضان العربي وضياع الفرص المتكررة الممنوحة له.
اجتماع 10 الجاري في القاهرة سيشكل ايضاً مناسبة للبنان لطرح ملف النزوح السوري مجدداً، اذ من المتوقع ان يثيره الوزير بوحبيب مع الوزراء العرب، سعياً الى دعم موقف لبنان عملياً بالمطالبة بتخفيف هذا العبء الهائل ، لا سيما بعد فتح جبهة الجنوب العسكرية مع اسرائيل ونزوح عدد كبير من السوريين الموجودين جنوبا الى العاصمة، عدا عن ان مناطق واسعة في سوريا باتت آمنة لا بل أكثر امناً من لبنان الذي كان للسوريين نصيب سيئ بمقتل عدد منهم في الاستهدافات الاسرائيلية، خصوصا ان زيارة وزير الخارجية والوفد اللبناني الموسع الى دمشق للبحث في اعادة هؤلاء لم تفضِ الى نتيجة عملية ولم تستتبع بأي زيارة اخرى.
الوزير بو حبيب سيتوجه في الاسبوع الثالث من الشهر الجاري ايضا الى نيويورك حيث سيمثل لبنان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في 24 ايلول.