كتب عوني الكعكي:
منذ بداية المعركة الرئاسية في الولايات المتحدة كان الرئيس دونالد ترامب يردّد ويتعهّد بالأمور التالية:
أولاً: كان الرئيس يقول: لو كنت رئيساً… لما سمحت بنشوب حرب في أوكرانيا.
ثانياً: لو كنت رئيساً… لما سمحت بالحرب على غزة وعملت على وقفها فوراً.
ثالثاً: لو كنت رئيساً… لما سمحت بكل هذه الحروب في العالم.
ولم يكتفِ ترامب بذلك، بل قال أيضاً:
أولاً: يجب إقامة دولة فلسطينية… إذ لا يمكن أن يُترك الفلسطينيون بهذه الحال.
ثانياً: يجب أن نوقف الحرب في لبنان لأنّ الشعب اللبناني يستحق أن يعيش بسلام وطمأنينة وهدوء… ولا يجوز أن تنشب حرب هناك كل خمس أو عشر سنوات.
ثالثاً: بالنسبة للحرب في أوكرانيا يجب أن تتوقف، لأنّ ذلك يهدد السلم العالمي.
بالتأكيد، أنا أعتقد أن الرئيس دونالد ترامب صادق في ما قاله وما ذهب إليه، فهو رجل دولة من الطراز الأول، وهو من الرجالات الذين يقولون ويفعلون.
ويكفي أنه أعطى الأمر بالقضاء على اللواء قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني.
وبما أننا نتحدث عن اللواء قاسم سليماني، فلا بدّ من أن نعدّد ما أحدثه في العراق وسوريا ولبنان واليمن من دمار وتخريب، وما تركه من أمور سلبية في ما أطلقوا عليه «محور المقاومة».
ولنبدأ أولاً بالعراق: كان سليماني يفرض على الحكومة العراقية أن تدفع له 6 مليارات دولار أميركي من أموال الشعب العراقي لتمويل جميع عمليات شراء الأسلحة، ودعم الميليشيات الشيعية المتطرفة هناك، وهو كانت له اليد الطولى في تأسيسها وتنظيمها وتسليحها، والتخطيط لها للقيام بعمليات ضد الدولة العراقية، ويعمل جاهداً على زرع فكرة التشييع وبذور الفتنة للقيام بأعمال قتالية ضد أهل السنّة.
أما في سوريا: فإنه أنشأ أيضاً ميليشيات شيعية هناك، وعمل على دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية التي قام بها الشعب السوري ضد نظام الرئيس بشار الأسد، كما شارك مع حزب الله اللبناني، وبأوامر من اللواء قاسم سليماني نفسه وجهها الى «الحزب» للمشاركة في الحرب الأهلية هناك، فكانت نتيجتها قتل مليون وخمسماية ألف مواطن سوري، مقابل دعم بشار الأسد وإبقائه على كرسي الرئاسة. وسليماني هو الذي دفع الى روسيا 12 مليار دولار ثمن أسلحة وإرسال الجيش الروسي والطائرات الروسية لقتل الشعب السوري وتثبيت نظام بشار الأسد.
أما في لبنان… فقد كان الداعم الأول لـ «الحزب»… باعتراف الشهيد السيد حسن نصرالله نفسه كما كان يقول ويردّد: «إنّ أموالنا وسلاحنا وأكلنا وشربنا كله من الجمهورية الإسلامية في إيران». وهو يعني من دولة ولاية الفقيه، ولولا التدخل الإيراني لكان لبنان بعد تحرّره عام 2000 إثر الانسحاب الإسرائيلي بدأ مرحلة جديدة من السلام، ولكان الرئيس الشهيد رفيق الحريري أكمل مشروعه بإعادة بناء لبنان، لا أن يعمدوا الى اغتياله ليحرموا الشعب اللبناني من السلم… والأنكى ان تسلم الحكم في لبنان من قِبَل «الحزب»، كان أسوأ فترة كثرت فيها الحروب وساد عدم الاستقرار والانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة الى خروج لبنان من محيطه العربي، وإساءة العلاقات اللبنانية مع محيطه العربي، بدءاً بالمملكة العربية السعودية ودولة الكويت الى دولة قطر الى دولة الإمارات وإلى جميع الدول العربية الأخرى.
قد يقول قائل: إنّ عملية «طوفان الأقصى» كانت حرباً بكل ما في الكلمة من معنى… وهنا أقول إنّ العملية حققت إنجازات كبرى وأفهمت العالم كله، أحقية الفلسطينيين بقيام دولة لهم بعد 76 عاماً من القهر والحصار والتجويع.
وصحيح أن هناك بعض الدول لا تزال متجاهلة للحق الفلسطيني، إلاّ أن السبب عائد الى التمسّك بـ «الكراسي» والمناصب.
وهنا، أعتقد أن دونالد ترامب سيكون معيناً للفلسطينيين في تحقيق أملهم بدولة مستقلة… فهو الذي وعد بـ «حل الدولتين».. وبالتأكيد إن ما نعرفه عنه أنه إذا وعد وفى.