عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة اجتماعا استثنائيا لها في دار الطائفة في بيروت أمس، بدعوة من شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى وحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب الطائفة والقضاة وأعضاء المجلس. وذلك لتدارس الأوضاع العامة والتطورات في البلاد.
وصدر بيان ختامي، أشار الى “أن المشهد في لبنان وما خلفه العدوان الإسرائيلي قد انطوى على دمٍ ودمار وما يشبه الانهيار، لكنه أسفر عن اتفاقٍ أوقف آلة الحربِ والقتل والتدمير، ما يوجب على الدول الكبرى المعنية والأممِ المتحدة الضغط على العدوّ الإسرائيلي لتطبيقِه وعدمِ خرقِه، وعلى الدولة اللبنانية وقيادةِ المقاومة الالتزامَ باحترامِه وعدمِ السماحِ بتجاوزِه.
ورأى المجلس “أن المشهدَ في سوريا ينطوي على انتصارٍ تاريخيٍّ على نظام القهر والذل والتطاول الذي كان قابضاً على الشعب السوري الشقيق والذي أصابَ بسهامه القاتلة لبنانَ وشعبه (…)”. ووجه “التحية والتهنئة والمباركة للشعب السوري على الإنجاز الوطني التاريخي الذي تحقق بإصرارٍ قل نظيره ونضال طويلٍ وتكاتفٍ متين بين أبناء سوريا (…)”.
وأكد” أنَّ إخواننا المسلمين الموحدين الدروز في جبل العرب وفي الغوطة والإقليم وجبل السماق هم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، بل هم طليعة المدافعين عن استقلال سوريا، والمطالبين دائماً بالوحدة الوطنية، والمتمسِّكينَ أبداً بانتمائهم العربيِّ، وهم الجديرون بالتمسك بهويتهم العربية والحفاظ على إرثهم والوطنيّ والتجذّر بأرضهم (…)”.
وأعلن البيان “تشكيل وفد رسمي لزيارة سوريا لتقديم التهنئة لقيادة الثورة باسم طائفة الموحّدين الدروز في لبنان تأكيدا على العلاقة التاريخية الطبيعية الدائمة بين البلدين، وعلى دور طائفة الموحّدين الدروز الطليعي في جميع مراحل النضال من أجل التحرّر والاستقلال وبناء الوحدة الوطنية وتأكيد الانتماء العربي والإسلامي”.
وكان الاجتماع استهل بكلمة للشيخ أبي المنى شدد فيها على الدول الأجنبيّة والأمم المتّحدة “الضغط على اسرائيل لعدم خرق اتّفاق وقف النّار وعلى الدولة اللبنانيّة أن تلتزم به كما عليها انتخاب رئيس”. وقال إن “سوريا تحتاج إلى تعاون من الجميع وفي مقدّمهم قيادة الثورة من أجل استثمار هذا الإنجاز بما يخدم وحدة سوريا”.
وكانت كلمة لوليد جنبلاط ، اعتبر فيها ،انه “منذ 16 آذار 1977، رفعنا الشعار الشهير سيبقى فينا وينتصر، واليوم انتصر كمال جنبلاط والشعب السوري وانتصرت الحرية في لبنان وسوريا” وقال :”لا يمكن إلاّ أن نتعاطى بإيجابية وانفتاح مع النظام الجديد، ولا بد من تصحيح بعض الأخطاء التاريخية عند البعض، نريد سوريا ديموقراطية ومتعددة ومتنوعة يقرر أهلها مستقبلها، نحترم الخصوصيات السورية ونساعد من بعيد ومن قريب عند الضرورة”.
وتابع جنبلاط: ذكر المبعوث الدولي غير بيدرسون أمراً غريباً وهو تطبيق القرار 2224 وكأنه يقول فلنعود ونعيد بشار ثم نسهم في الحكم، وأعتقد أن هذه بدعة يريدها بعض الأجانب وبعض المستشرقين لأغراضهم الخاصة المشبوهة، وقبل أن نحكم على النيات فلنحكم على الواقع، ولنتقدم في لبنان بمذكرة توضح كيف نتصور سوريا المستقبل وكيف نرى سوريا المستقبلية والعلاقات اللبنانية والسورية، وكيف نعيد النظر بمعاهدة الأخوة والصداقة وحققنا في الماضي بعد 14 آذار مطلب السفارات باعتراف رسمي وهناك مهمّة ترسيم الحدود أي شبعا وكفرشوبا ومهمات أخرى، ثم بلدين سياديين مستقلين.