القمة العربية تقر الورقة اللبنانية كاملة: رفض إدماج النازحين والعمل لإعادتهم

كتبت تيريز القسيس صعب

الشرق – تبنت القمة العربية التي انعقدت في البحرين في دورتها الـ33 العادية ورقة التضامن مع الجمهورية اللبنانية من دون ادخال اي تعديلات في مضمونها. واكدت على أهمية التضامن الكامل مع لبنان في ظل أشد أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية يمر بها منذ عقود، ودعم الحكومة والمؤسسات الدستورية كافة بما يحفظ الوحدة وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه، وحق اللبنانيين في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية وخراج بلدة الماري وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة. ودعت الى دعم موقف لبنان في مطالبته المجتمع الدولي في إيجاد استقرار مستدام في الجنوب من خلال التنفيذ الكامل والشامل للقرار ١٧٠١ عبر وضع حد نهائي لانتهاكات اسرائيل البرية والبحرية والجوية الدائمة واستخدامها الاجواء اللبنانية لقصف الأراضي السورية، واعتداءاتها وخروقاتها المستمرة والمتواصلة، والتي وصلت إلى ٣٠ الف خرقا منذ صدور قرار مجلس الأمن ١٧٠١، كما دعم لبنان في مقاومته لها وفي ممارسته لحقه المشروع في الدفاع عن النفس، وتصديه للاعتداءات الاسرائيلية بكافة الوسائل المشروعة، وخصوصا حراكه السياسي والديبلوماسي الهادف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والتأكيد على حق لبنان في النقاط المتحفظ عليها من قبله، وهي ١٣ نقطة يختلف فيها الخط الازرق عن الحدود الدولية المرسمة بموجب اتفاق بين بريطانيا وفرنسا منذ العام ١٩٢٣. ودعمت لبنان في مطالبته تنفيذ القرارات التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة حول البقعة النفطية على الشواطئ اللبنانية والتي تُلزم إسرائيل دفع تعويضات مالية عن الأضرار التي سببتها جراء قصفها محطة الجية للطاقة الكهربائية في تموز ٢٠٠٦، واكدت على ضرورة الحفاظ على الصيغة اللبنانية التعددية الفريدة القائمة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وكذلك رسالته الحضارية وتنوعه الثقافي القائم على العيش المشترك.  واشادت القمة بالجهود التي بذلها لبنان، رغم اوضاعه الاقتصادية والاجتماعية المأزومة، لتأمين حسن استضافة النازحين السوريين والترحيب بالمواقف العربية المنسجمة مع موقف لبنان الذي يدعو الى تكثيف وتسريع جهود إعادة النازحين الى بلدهم بعد أن باتت الظروف أكثر ملائمة لعودة آمنة وكريمة في ظل تشديد لبنان على أن يكون وجودهم موقتا ورفضه لأي شكل من أشكال اندماجهم أو إدماجهم في لبنان، لما في الامر من تهديد كياني ووجودي. ودعم طلب لبنان المجتمع العربي والدولي ببلورة خارطة طريق واضحة وملموسة لعودة جميع النازحين السوريين الى بلادهم.

كما رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين وما يشكله من خطر على استقراره ووحدته،  والتمسك بحقهم في العودة الى ديارهم وفقا للقرارات الدولية، والتأكيد على ضرورة أن تقوم الدول بتمويل وكالة الاونروا وحماية دورها وولايتها وصلاحيتها.  واكدت على جهود الدولة اللبنانية في إعادة إعمار مرفأ بيروت الذي تعرض لانفجار مدمر وادى الى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح، انطلاقا من دوره المحوري والتاريخي كصلة وصل حيوية لتبادل البضائع والسلع بين العالم والدول العربية، والتأكيد على دعم التحقيقات الجارية لكشف ملابسات الانفجار ومحاسبة المسؤولين عن حصوله.  وايدت حرص السلطات اللبنانية على احترام قرارات الشرعية الدولية ومسار إحقاق العدالة بما يختص بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بعيدا عن اي تسيس او انتقام وبما لا ينعكس سلبا على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الاهلي، ودعم الحكومة اللبنانية في متابعة قضية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه…

ورحبت القمة بالمساعدات العربية التي يتلقاها لبنان للتخفيف من وطاة ازمته الاقتصادية والاجتماعية والمالية الخانقة على اللبنانيين ودعم مختلف مؤسساته وقطاعاته الحيوية خصوصا مؤسساته الأمنية والعسكرية وقطاع الكهرباء، كما حرص اللبنانيين على أفضل العلاقات مع أشقائهم العرب واعتماد لبنان سياسة خارجية تقوم على النأي بالنفس عربيا والاحترام المتبادل للسيادة وللمصالح وتوسيع قاعدة المصالح المشتركة واحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وميثاق جامعة الدول العربية، صونا لمصالح لبنان العليا.

Tk6saab@hotmail.com

التعليقات (0)
إضافة تعليق