استمرت اسرائيل في عدوانها المتواصل من دون كلل، غارات وقصف واستهدافات رافعة عدّاد الشهداء والمصابين والمهجرين الى مستوى قياسي، من دون ان تلوح في الافق اي افاق للحل عسكريا او سياسيا باستثناء كلام اطلقه وزير خارجية ايران عباس عراقجي من سوريا عن مساع لوقف النار، يؤمل ان تثمر وتشكل خاتمة لمآسي اللبنانيين.
استهداف شمالا: وفيما طائرات المساعدات تصل الى لبنان تباعا عبر مطار رفيق الحريري الدولي تتواصل الاعتدءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في محاذاته، كما على الجنوب والبقاع، الا ان دائرتها توسعت للمرة الاولى شمالا، واستهدفت مخيم البداوي في طرابلس، حيث اغارت مسيّرة إسرائيلية على شقة في مبنى سكني في مخيم البداوي- شمالي مدينة طرابلس، ممّا أدّى إلى سقوط أربعة شهداء، بينهم عنصر من حركة «حماس»، وهم سعيد العلي قياديّ في «كتائب القسام» في «حماس» وزوجته وطفلَيهما.
غارات ومقاومة
وبعد ليلة وصفت بـ»الأعنف»، تجدد القصف الاسرائيلي بعد ظهر اليوم الاحد على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفا محيط برج البراجنة ومنطقة الليلكي.
وجاء ذلك بعد غارة صباحية عنيفة على منطقة تقع بين الليلكي والمريجة استهدفت مبنى قرب محطة الايتام في الكفاءات.
وكانت الضاحية الجنوبية قد شهدت اعنف ليلة منذ بداية العدوان، اذ استهدفت باكثر من 25 غارة، سمعت اصداؤها في بيروت وغطت سحب الدخان الأسود ارجاء الضاحية كافة.
«اليونيفيل»في مواقعها
من جهته، قال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي ان «الجيش الإسرائيلي أبلغ اليونيفيل في 30 أيلول عن نيته القيام بعمليات توغل برية محدودة في لبنان، كما طلب منا نقل بعض مواقعنا». وأضاف: «لا يزال حفظة السلام في جميع المواقع، ويظل علم الأمم المتحدة مرفوعاً. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الأطراف بالتزامها احترام ذلك». وختم تيننتي: «إننا نواصل حث لبنان وإسرائيل على إعادة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ــ بالأفعال، وليس بالقول فقط ــ باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى المنطقة».
اغتيال صفي الدين
ليس بعيدا، أفادت معلومات صحافية بأن «الصليب الأحمر والدفاع المدني وفرق الإنقاذ حصلت على إذن من الجيش اللبناني للدخول الى المريجة في مكان إستهداف القيادي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين لكن الطيران المسيّر أعاق الوصول». وأعلنت ثلاثة مصادر أمنية لبنانية لرويترز إن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة الإسرائيلية التي استهدفت هاشم صفي الدين. وقالت مصادر «العربية»، إن القيادي بحزب الله هاشم صفي الدين قتل بالغارة مع مساعدين وإيرانيين وقادة بدلاء ميدانيين بحزب الله. وأوضحت أن الموقع المستهدف به هاشم صفي الدين في الضاحية كان على عمق كبير. وأكد مصدر أمني لبناني، في وقت سابق انقطاع الاتصال بصفي الدين منذ غارة الجمعة.
ميقاتي
وامس ميقاتي البيان الاتي: «مرة جديدة يعبّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن دعمه للبنان ووقوفه الى جانب الشعب اللبناني في مواجهة المحن التي تعصف به، وما اعلانه بالامس عن عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان خلال الشهر الحالي في فرنسا، سوى خير دليل على هذا الدعم.
إن تهجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ماكرون لمجرد انه طالب «بالكفّ عن تسليم الأسلحة لإسرائيل للقتال في غزة واعتباره الأولوية هي للحلّ السياسي بدل الاستمرار في الحرب»، يثبت صوابية الموقف الفرنسي.
ان ما قاله الرئيس ماكرون يعبر خير تعبير عن القيم الانسانية السامية التي تعبر عنها فرنسا والرئيس ماكرون شخصيا في مناصرة الحق ووقف العنف واللجوء الى الحلول السلمية التي تبعد شبح الحروب والقتل، وليس مستغربا ان يقابل هذا الموقف بعداء واضح من نتنياهو الذي يشكل عارا على الانسانية جمعاء.
إننا في لبنان، خبرنا المواقف المشرفة للرئيس ماكرون في دعم لبنان واستقراره وسيادته، وسعيه الدؤوب لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضنا، ونجدد تأييد النداء المشترك الذي اصدرته فرنسا والولايات المتحدة الاميركية، بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية واجنبية، ونطالب بالضغط على اسرائيل للالتزام بوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 فوراً».
اجتماع عاصف؟
الى ذلك، أفاد المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بأنه «يتم التداول منذ الصباح باخبار وتحليلات صحافية تتعلق بالاجتماع الذي عقده ميقاتي مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي امس .ما يتم تناقله هو مجرد سيناريوهات واستنتاجات لا تمت الى الحقيقة بصلة. فالاجتماع لم يكن عاصفا كما يزعم البعض بل على العكس من ذلك كان ضمن الاصول الديبلوماسية المتبعة. فاقتضى التوضيح».
شكرا الامارات
من جهة أخرى، أجرى ميقاتي إتصالا برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لشكره على وقوفه الدائم الى جانب لبنان، وبشكل خاص دعمه الانساني الاخير الذي يساهم في اغاثة النازحين ويدعم جهود الحكومة لمواجهة هذه الكارثة الكبيرة التي حلّت بلبنان. كما تمّ البحث في الاوضاع الراهنة في لبنان والجهود المستمرة للتوصل الى وقف اطلاق النار.