الشرق – تيريز القسيس صعب
يبدو أن الاهتمام السعودي بلبنان انطلق بزخم قوي، ولو ان تطبيقه على واقع الأرض ما زال بطيئا وغير ملموس.
فالمملكة ومنذ انتخاب الرئيس جوزف عون اخذت على عاتقها مساعدة العهد الجديد في انطلاقة قوية وثابتة، وكانت باكورة زيارات عون الخارجية العربية، المملكة العربية السعودية، وهذا ان دل على شيئ، فهو انه دليل ثابت على عمق العلاقات التي تربط البلدين في مختلف النواحي، والتزام الطرفيين على إعادة تفعيلها وتقويتها على مختلف الصعد سياسية كانت ام اقتصادية.
ولعل الزيارة التي قام بها الأمير السعودي يزيد بن فرحان الى بيروت منذ ايام خير دليل على ان الاهتمام السعودي انطلق بحزم وقوة تجاه لبنان.
وافادت مصادر ديبلوماسية سعودية في الرياض لـ»الشرق» ان الملك سلمان يعطي اولوية قصوى لاعادة لبنان الى السكة الصحيحة والحضن العربي بعد الحرب الاسرائيلية على ارضه.
وقالت ان رسائل ديبلوماسية غربية وعربية وصلت الى المسؤولين في بيروت عبر سفراء او موفدين، تتضمن تاكيدا على اهمية انجاز الاصلاحات المطلوبة تمهيدا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، اضافة الى اتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية والملزمة عبر تشديد الرقابة والتفتيش ان في المطار او في مرفأ بيروت او عبر الحدود البرية بين لبنان وسوريا، بهدف طمأنة المجتمع الدولي والعربي بالاستثمار في لبنان وعودة السياح العرب والاجانب لاسيما الخليجيين للتمتع في ربوعه خلال الصيف المقبل.
وكشفت المصادر عن اهتمام سعودي كبير يتمحور في هذه الفترة بين لبنان وسوريا تحديدا، وان هناك اتصالات ديبلوماسية رفيعة المستوى تجرى بين واشنطن والمملكة بهدف التحضير للزيارة التي ينوي الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيام بها إلى السعودية الشهر المقبل، والتي ستتوج، اذا نجحت المساعي الديبلوماسية، إلى عقد قمة رباعية او خماسية تضم الى السعودية، الاردن، لبنان، سوريا والولايات المتحدة الأميركية.
وحسبما تشير مصادر متابعة فإن اهتماماً سعودياً يتركز على لبنان وسورية في المرحلة المقبلة خصوصاً لجهة تفعيل طرق التجارة من على سواحلهما باتجاه أوروبا، فدول الخليج تبدو مهتمة باعتماد سورية ولبنان كمحطة انطلاق أساسية لخطوط التصدير نحو أوروبا وهذا ما يحتاج إلى الاستقرار وتثبيته.
وشددت المصادر على التنسيق الكامل والمتلازم بين اميركا والمملكة حول قضايا مختلفة اقليمية ودولية، لا سيما مسألة ارساء السلام عند الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان، وبين لبنان وسوريا.
وفي هذا الإطار يبدو ان المملكة قد أخذت على عاتقها معالجة ملف الحدود البرية بين لبنان وسوريا، وهي جمعت على أرضها خلال الأسابيع الماضية اجتماعا بين وزيري دفاع لبنان وسوريا لمعالجة المشاكل بين الدولتيين.
من جهة ثانية، تتابع المصادر الديبلوماسية في المملكة باهتمام بالغ المراحل التي قطعتها الحكومة من ناحية إجراء التعينات الإدارية والامنية المطلوبة، كما مسألة تنفيذ القرار الدولي 1701 وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها لاسيما في شمال وجنوب الليطاني، اضافة الى المواقف التي يعلنها الرئيس عون فيما يتعلق بموضوع الحوار وتسليم حزب الله سلاحه الى الدولة.
في هذا الاطار ثمنت المراجع عاليا الدور الذي يقوم به عون شخصيا في هذا الاطار واصفة اياه بالدور «المتميز والحكيم» لرئيس مسؤول لم تشهده الجمهورية اللبنانية منذ أعوام.