لارا يزبك
الشرق – رفعُ السقوف سيد الموقف بين حزب الله واسرائيل. الطرفان ماضيان في الحرب. تل ابيب تهدد الحزب وتتوعده، وقد قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء «قتلنا المئات من مسلحي حزب الله في الجبهة الشمالية ويجب إبعاد قوات الرضوان إلى ما وراء نهر الليطاني»، وتؤكد اسرائيل ان عملياتها لن تتوقف قبل تحقيق هذا الهدف، بالعسكر او بالديبلوماسية.
اما حزب الله، فيشير الى ان لا وقف للقتال او للإشغال الا بعد وقف النار في غزة، حيث اعلن امينه العام السيد حسن نصرالله الاثنين أن «لا حل أمام إسرائيل لوقف الهجمات من جبهة لبنان إلا بإنهاء الحرب على قطاع غزة». وأكد أن الهدف الأول لجبهة جنوب لبنان هو الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة، وأن الإسناد مستمر رغم كل الضغوط، مشيرا إلى أن هذه الجبهة «تطورت إمكانياتها كمّا ونوعا بما يتناسب مع الظروف القائمة وتفرض معادلات في الميدان». وقال إن «الربط بين جبهة الإسناد اللبنانية وغزة أمر قاطع ونهائي وحاسم (…) هذا الارتباط قائم بين الجبهتين ولن يستطيع أحد أن يفكه. والأميركيون والفرنسيون سلموا بهذه الحقيقة».
اذا كان حزب الله يرفض حتى الساعة في العلن، البحث في اي تسويات للواقع الحدودي قبل وقف الحرب على غزة، فإنه، بحسب ما تقول مصادر مطلعة لـ»المركزية»، يستعجل في الواقع، اقرار هذه التسوية الحدودية، وسيستعجلها اكثر بعد سكوت المدافع في القطاع. فتماما كما حصل بعد خطفه الجنديين الاسرائيليين في تموز 2006، حين استعجل الديبلوماسيةَ اللبنانية العمل على قرار لوقف اسرائيل حربها على لبنان، فكان القرار 1701 الذي نال تأييده ورضاه… ها هو اليوم، رغم كل «المكابرة» التي يُظهرها في مواقفه حيث يقول انه مرتاح ولا يحتاج التسوية ولا «يبالي» بالوسطاء والمساعي التهدوية، يستعجل في «باطنه» هذا الحل، ويتطلع – عبر مساع كَلّفَ بها رئيسَ مجلس النواب نبيه بري – الى ان يُشبه الـ1701، والى ان يطبّقه هو كما كان يطبّق قرار العام 2006، «نظريا» فقط، حتى ولو تم التوصل الى اتفاق ترسيم بري، فتعود الامور الى ما كانت عليه قبل 7 تشرين الماضي «ويا دار ما دخلك شر»، كما يقول المثل الشعبي.
بدورها، تل ابيب رغم نبرتها المرتفعة، يبدو أنها بدأت تستعد في الكواليس، للتسوية. في الساعات الماضية، قالت صحيفة «هآرتس» إن كل ما يمكن لتل أبيب أن تقوم به، نظراً إلى الصعوبات القانونية، أن تعلن عن «استعداد مبدئي لإجراء تعديلات حدودية بينها وبين لبنان، على أن تناقش التفاصيل الدقيقة لاحقاً، بعد توقيع اتفاق يؤدي إلى تهدئة في الشمال».. ويؤشر هذا المعطى الوارد في صحيفة عبرية الى ان تل ابيب بدأت تفتح بابا للتفاوض وهي تحدد شروطا لا يمكن ان تتنازل عنها، وكأنها ترفع السقف استعدادا للمفاوضات.
الطرفان إذا يُظهران عكس ما يضمران.. فهل يرفع هذا الواقع من أسهم التسوية الديبلوماسية التي يعمل عليها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين؟