أقرّ الجيش السوري أمس الخميس بخسارته مدينة حماة الاستراتيجية، رابع كبرى مدن البلاد، بعد وقت قصير من إعلان فصائل معارضة دخولها الى أحيائها لأول مرة منذ اندلاع النزاع في البلاد عام 2011.
وبينما أعلن الجيش عن خروجه من المدينة و”التموضع خارجها حفاظا على أرواح المدنيين” ظهر زعيم هيئة “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني في مقطع فيديو قال فيه إنه “لا ثأر بعد السيطرة على حماة”.
من جهته قال المرصد السوري إن فصائل المعارضة المسلحة ستتوجه إلى مدينة حمص جنوبا بعد سيطرتها على حماه، كما أكد أن تلك الفصائل دخلت مدينة السملية في حماه بينما انسحبت قوات حكومية من ريف حماه باتجاه حمص للدفاع عنها. وقالت الرئاسة التركية إن رجب طيب أردوغان أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بأن مرحلة جديدة “تتم إدارتها بهدوء” في سوريا، و”يتوجب على دمشق التواصل السريع مع الشعب السوري من أجل الحل السياسي” على حد تعبيره.
”الكرملين” يتابع الوضع عن كثب
المعارضة السورية تدخل أحياء حماة وتحرر مئات المعتقلين من السجن المركزي
وأعلنت المعارضة السورية المسلحة التوغل في عدد من أحياء مدينة حماة وسط سوريا، وقال المتحدث العسكري باسم إدارة العمليات العسكرية لمعركة “ردع العدوان” المقدم حسن عبد الغني: نحقق تقدماً من عدة محاور داخل مدينة حماة وباتجاه مركز المدينة.
وأعلن عبد الغني في بيان: قواتنا دخلت سجن حماة المركزي، وحررت مئات الأسرى المظلومين منه.
وتابع: “حررنا عدة أحياء في مدينة حماة، ومازال التقدم مستمرا”، مضيفا “الأهالي يستقبلون أبناءهم المجاهدين في أحياء حماة المحررة”.
وبحسب الإدارة العسكرية فقد بدأ توغل فصائل المعارضة السورية داخل أحياء مدينة حماة، بعد معارك دامية مع قوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى.
مصدر مدني من أهالي مدينة حماة قال إن فصائل المعارضة دخلت حي القصور وحي الأربعين شمال مدينة حماة وأحياء المزارع والصناعة، والقسم الشرقي داخل مدينة حماة، وتعمل على تمشيط المدينة.
وأضاف: “تنتشر الفصائل داخل أحياء المدينة الواقعة على الجهتين الشمالية والشرقية، وقسم من الأحياء الجنوبية، وتتغلغل في الأحياء الغربية بعدما سيطرت على عدة مناطق من أهمها جسر المزارب، وبلدة أرزة، تزامنا مع انسحاب جماعي لقوات النظام من معظم أحياء المدينة”.
من جانبها، أعلنت وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري “سانا” انسحاب وحدات الجيش من مدينة حماة بعد معارك ضارية على عدة محاور وسط سوريا.
وأصدرت “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” من دمشق بيانا أكدت فيه “إعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”، وذلك “حفاظاً على أرواح المدنيين من أهالي مدينة حماة وعدم زجهم في المعارك داخل المدن”.
وأضاف البيان: “على مدى الأيام الماضية، خاضت قواتنا المسلحة معارك ضارية لصد وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية على مدينة حماة من مختلف المحاور وبأعداد ضخمة مستخدمة كل الوسائط والعتاد العسكري”، لافتة إلى “أنه خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات وارتقاء أعداد من القتلى في صفوف قواتنا تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها، رغم تكبدهم خسائر كبيرة في صفوفهم”.
إثر ذلك، قال زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الخميس إن “لا ثأر” بعد دخول الفصائل المعارضة إلى مدينة حماة في وسط سوريا التي شكلت مسرحا لانتفاضة نفذتها جماعة الاخوان المسلمين قبل أربعة عقود وسحقتها دمشق بالقوة.
في موازاة ذلك، اكد ”الكرملين” انه يتابع عن كثب ما يحدث في سوريا، وهو في حوار مستمر مع دمشق، رابطا المساعدات العسكرية لسوريا بتقييم الوضع فيها. وأعربت الخارجية الالمانية عن متابعة تطورات سوريا.
كذلك، اعلن رئيس وزراء اسرائيل ان تل أبيب تتابع تطورات سوريا التي تتغير بسرعة في اطار الحفاظ على مصالحها وإنجازاتها.
وقد وضع الجيش الاسرائيلي في حال الطوارئ على جبهة الجولان استعدادا لأي احتمال.