التهديد الحقيقي لتل أبيب ليس إيران ولا “حزب الله” و”حماس” بل “فينا”

يؤكد أبرز الباحثين العسكريين في إسرائيل أن التهديد الحقيقي على إسرائيل ليس إيران، ولا “حزب الله” و”حماس”، بل هو “فينا”. يقول أوري ميليشتاين، في مقال نشرته صحيفة “معاريف”،، إن الفشل والخلل في قوة ومناعة إسرائيل قد بدأ منذ عقود، منذ أن بث قادتها دعاية وصدقوها بأنها دولة إقليمية عظمى ورأس حربة لأمريكا في المنطقة. منوهاً إلى أنه منذ بدأ قادة إسرائيل تصديق دعايتهم هذه في العالم، غداة حرب 1967، لم يتم تصليح أيّ من الإخفاقات التي تبينت، حتى في حزيران 1967، وخلال حرب الاستنزاف التي تلتها.
ويضيف ميليشتاين، في قراءته لواقع إسرائيل بين الماضي والحاضر: “عندما فشل الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة خلال خرب 1973 تسبّبت إسرائيل بخيبة أمل للولايات المتحدة، وفي عيون كثيرين في الإدارة الأمريكية ارتفعت مكانة مصر لديهم”. ويرى ميليشتاين أن هذه واحدة من أهداف مصر في تلك الحرب.
ويمضي في قراءته النقدية التاريخية: “لم تتعلم إسرائيل من دروس الإخفاقات الاستخباراتية والعملياتية التي سبقت حرب 1973 واستمرت في بدايتها”. ويقول إن “الجيش الإسرائيلي لم يستخلص العبر من الإخفاقات، ما أدى لتكرارها، وفي ذات الأنماط، في السابع من أكتوبر 2023.”
من هنا يستنتج ميليشتاين أن التهديد الأكبر على إسرائيل وعلى مستقبل وجودها لا ينبع من إيران و“حزب الله” ومن الحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، بل ينبع من رؤساء المؤسسة الأمنية فيها، ومن قادة جيشها الكبار. ويضيف ميليشتاين أكثر من ذلك: “منذ سبعين عاماً، وأنا أحاول تفكيك هذا التهديد، وكل ما أنجزته هو أن رؤساء الدولة، والجيش، والمؤسسة الأكاديمية، والإعلام ينظرون لي ويتعاملون معي كأنني أنا التهديد، فيفعلون ما بوسعهم من أجل إسكات انتقاداتي، ومن جهتي أنا أتعامل مع محاولاتهم هذه كتجربة بحثية ينبغي القيام بها، وهم كانوا بالنسبة لي فأر مختبرات”.

التعليقات (0)
إضافة تعليق