في المعلومات المطروحة في سوق التداول الاعلامي اسرائيليا واميركيا ولبنانياً، ما يشبه الاجماع على قرب التوصل الى وقف اطلاق نار بين تل ابيب وحزب الله خلال ايام او ساعات، تمهيدا للبحث لاحقا في تسوية مستدامة. اذا صحت التوقعات الموغلة في التفاؤل حتى الساعة ولم يتراجع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الخلّاق في ايجاد الأعذار وتوفير الذرائع للتراجع عما يلتزم به، وان لم تنتهِ المفاوضات الى فشل في اللحظات الاخيرة على غرار سيناريوهات مفاوضات غزة ومناوراتها، فإن التصعيد الناري بين طرفي الصراع الذي امطر الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب والبقاع امس بغارات عنيفة مقابل عدد غير مسبوق من الصواريخ اطلقها حزب الله في الساعات الاخيرة نحو العمق الاسرائيلي، لا بدّ يشكل اخر محاولات قلب المعادلات في ربع الساعة الاخير وتحسين الشروط وظروف التفاوض كل لمصلحته ، لا سيما حزب الله الساعي الى رفع معنويات بيئته المنهارة نتيجة حجم الدمار الهائل، تأكيدا على سلامة ترسانته الصاروخية على رغم كل الضربات التي يتلقاها ومهما جاءت نتيجة مفاوضات وقف اطلاق النار، اضافة الى محاولة نسف لازمة تخلي ايران عن الحزب التي يتداولها جمهور الحزب اثر انهيار بنيته القيادية والعسكرية.
نحو وقف النار؟
معلومات اول امس المتأرجحة بين تقدم كبير وفشل في المفاوضات صبت كلها اليوم في خانة الفرضية الاولى لا سيما من الجانبين الاسرائيلي والاميركي ، اذ افيد ان إسرائيل تتجه صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مع «حزب الله»، وفق الصحافيّ باراك رافيد في موقع أكسيوس الإخباريّ . ونقلت أكسيوس عن مسؤول أميركي ان إسرائيل ولبنان اتفقا على شروط اتفاق لإنهاء الصراع، ومن المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق اليوم. من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن: «نحن قريبون جدًّا من التوصل لاتفاق مع لبنان وقد يحدث ذلك خلال أيام».
بايدن وماكرون
ونقلت «الشرق الأوسط» امس من مصادر واسعة الاطلاع أن الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون سيعلنان صباح اليوم الثلاثاء وقفاً للعمليات العدائية. من جهتها، أفادت القناة 14 الإسرائيلية أن «هيئة الأركان العامة الإسرائيلية تضغط لتعزيز وقف إطلاق النار من أجل إعادة إنعاش القوات والحفاظ على اقتصاد التسليح». وأضافت أن «الهيئة تعتبر دعم الجيش للهدنة في الشمال منطقياً، خاصةً في ضوء الحاجة لتسليح القوات وتعزيزها». كذلك، أكدت «التوصل إلى اتفاق مع حزب الله بمشاركة فرنسا، التي ستكون جزءًا من آلية مراقبة التفاهمات».
التصعيد للضغط
في المقابل، وعلى الضفة اللبنانية، سئل نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب عن ارتفاع وتيرة التفاؤل بموضوع وقف اطلاق النار؟ فأجاب: «لقد وافقت اسرائيل على وجود فرنسا لأن الرئيس بري لم يقبل الا بوجودها في اللجنة لانه كان متفقاً مع الوسيط الاميركي خلال زيارته الى لبنان على اللجنة بوجود اميركا وفرنسا وكان موقف الرئيس بري ان ما اتفقنا عليه هو ما اتفقنا عليه، هو فرنسا في هذه اللجنة، واما في موضوع حرية التحرك نحن نتكلم عن القرار 1701 كاملا، وكما هو القرار 1701 لا يعطي لاسرائيل حرية التحرك في لبنان.
جلسة الخميس
وسط هذه الاجواء، رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية إجتماعاً لهيئة مكتب مجلس النواب. وبعد الإجتماع تحدث نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب فقال: «اجتمعنا كهيئة مكتب مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري وناقشنا جدول أعمال كنا نحضر له لجلسة للهيئة العامة الى ستعقد يوم الخميس المقبل الواقع فيه 28 الجاري وكان هناك عدد من إقتراحات القوانين منها ما هو معجل ومكرر ومنها ما هو جاهز ، كل القوانين مستعجلة وطارئة وكل المواطنين ينتظرونها، إرتأينا قدر الامكان حصر جدول الأعمال بمواضيع قليلة جداً نظراً للأوضاع القائمة ونظراً لاهمية إقرار قوانين ملحه تتعلق بالأمن والجيش والقضاء والقوى العسكرية من هنا تم اختصار جدول الاعمال بخمسة مواضيع.