تواصلت الإدانات الدولية المنددة بالمجزرة الكبيرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم للنازحين في رفح جنوبي قطاع غزة وتسببت باستشهاد ٥٠ شخصا على الأقل، أغلبهم نساء وأطفال، وإصابة 383 آخرين.
فمن جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده «ستبذل كل ما في وسعها» لمحاسبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والسلطات «الهمجية» و»القتلة» غداة الضربات على رفح.
بدوره، استهجن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضربات الإسرائيلية على مخيم للنازحين برفح، وقال على منصة إكس إنه يشعر «بالغضب».
وأضاف أن «تلك العمليات يجب أن تتوقف، ليس هناك مناطق آمنة في رفح للمدنيين الفلسطينيين»، داعيا إلى «الاحترام الكامل للقانون الدولي ووقف فوري لإطلاق النار».
من جهته، أدان رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس القصف الإسرائيلي لمخيم النازحين برفح ووصفه بأنه «مروع» ويثير تساؤلات جدية حول القانون الدولي.
كما وصف مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الضربات الإسرائيلية على مخيم النازحين برفح بأنها «مروعة»، وقال «أدين هذا الأمر بأشد العبارات»، مؤكدا أنه «يجب وقف هذه الهجمات فورا».
كما أكد بوريل على وجوب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية الداعي لوقف الهجمات العسكرية على رفح، وقال إن «الجميع متفق على أن قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة ويجب تنفيذها».
من طرفه وصف مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، الأوضاع في رفح بأنها «مأسوية» وقال إن الصور الواردة من المدينة «مرعبة ومزعجة تماما».
من ناحيتها، تجاهلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الإدانة الصريحة لإسرائيل بعد مجزرة الخيام برفح، مؤثرة التحول إلى موضوع المساعدات حيث قالت إن بلادها «تدعم فكرة نشر بعثة للاتحاد الأوروبي عند معبر رفح الحدودي بقطاع غزة».
وقال رئيس المفوضية الأفريقية، موسى فكي، إن الغارات الجوية الإسرائيلية المروعة في مخيم النازحين في رفح دليل على أن إسرائيل تواصل انتهاك القانون الدولي مع الإفلات من العقاب.
وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو: «الوضع يزداد صعوبة، إذ يجري الضغط على الشعب الفلسطيني من دون مراعاة لحقوق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين لا علاقة لهم بـ «حماس»، وهذا لم يعد من الممكن تبريره.. نحن نراقب الوضع بيأس».
إدانة واستنكار عربيان
ونددت الدول العربية بالمجزرة الإسرائيلية في مخيم للنازحين برفح، معتبرة أنها «انتهاك» للقوانين والقرارات الدولية.
فقد حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من مخاطر العملية الإسرائيلية في رفح، وأكد ضرورة تكثيف الجهود لاحتواء الموقف وإنهاء الحرب، وعلى «ضرورة الانخراط الدولي الجاد في تطبيق حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية».
وكانت الخارجية المصرية قد وصفت في وقت سابق ما جرى في رفح الأحد بأنه «حادث مأسوي»، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل لضمان إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعمليات بمدينة رفح.
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية القطرية أن القصف الإسرائيلي «انتهاك خطير للقوانين الدولية».
كما أدانت السعودية «بأشدّ العبارات استمرار مجازر قوات الاحتلال الاسرائيلي، ومواصلتها استهداف المدنيين العزل في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين الفلسطينيين».
ودعت السعودية المجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري لوقف المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي».
واستنكرت الكويت العدوان الإسرائيلي على خيام النازحين برفح، وقالت إن ذلك يكشف ارتكاب إسرائيل «بشكل جلي والعالم أجمع إبادة جماعية غير مسبوقة وجرائم حرب صارخة تستدعي تدخلا فوريا وحازما من المجتمع الدولي».
كما أكدت سلطنة عُمان أن «هذه الأفعال الشنيعة تستوجب تدخلًا دوليًّا رادعًا بما في ذلك فرض المجتمع الدولي عقوبات على إسرائيل».
ودعا الأردن إلى محاسبة المسؤولين عن الهجوم الإسرائيلي الجديد، وذكر بيان لوزارة الخارجية أن الهجوم الإسرائيلي «تحد صارخ لقرارات محكمة العدل الدولية».
كما اكد البرلمان العربي أن «كيان الاحتلال تجاوز كل القوانين والأعراف والقرارات الدولية والشرعية التي تدعو إلى وقف فوري للعدوان ووقف الهجوم العسكري على مدينة رفح».
من جهته، أدان الازهر الشريف المجزرة، ودعا لتحرك دولي ضد إسرائيل، وحيا المقاومة الفلسطينية الشجاعة في مواجهة جرائم الاحتلال.