كتب عوني الكعكي:
اليوم هناك حديث واحد يدور في أنحاء العالم، هو متى، وهل ستقبل إسرائيل بوقف إطلاق النار كخطوة أولى، وانسحاب جيش العدو الإسرائيلي ثانياً، وتبادل الأسرى ثالثاً؟..
من حيث المبدأ، فإنّ «حماس» وافقت على المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي جاء فيها:
أولاً: إيقاف إطلاق النار لمدة يومين.
ثانياً: تبادل أربع رهائن إسرائيليين مع عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ثالثاً: خلال عشرة أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولاً لإيقاف كامل لإطلاق النار وإدخال المساعدات للقطاع المحاصر.
الكرة اليوم باتت في الملعب الإسرائيلي.. ونستطيع أن نتنبّأ أن إسرائيل لن توافق على هذا المشروع للأسباب التالية:
أولاً: لا يمكن لإسرائيل أن تقبل أي مبادرة عربية.. فكيف إذا كانت المبادرة مصرية؟…
ثانياً: يبدو أن المجرم السفّاح بنيامين نتنياهو لا يريد أي حلّ.. لأنّ الحل الوحيد الذي يريده هو الحرب… لأنّ تفكيره وزعامته لا تقبل الاعتراف بالخسارة… وهنا يواجه نتنياهو مشكلتين:
الأولى: خلال أكثر من عام وبعد مرور 336 يوماً لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من استعادة مخطوفيه، ولم يتمكن حتى من إنقاذ أي منهم أو الوصول إليه.
الثانية: فشل الجيش الإسرائيلي بهذا الأمر جعله محط سخرية المراقبين.
الثالثة: فشل الجيش الإسرائيلي في القضاء على «حماس»، وهو ما كان نتنياهو قد وعد شعبه بتحقيقه… والأهم من هذا كله أنّ نتنياهو المجرم لا يتقبّل عقله الفشل، لأنه لم يستطع تدمير «حماس» بعد كل هذه المدّة.. وهذه هي المرّة الأولى التي تخوض فيها إسرائيل مثل هذه الحرب.
فإذا نظرنا الى وضع المجرم نتنياهو، فإنه يعتبر أن عدم الوصول الى حلّ هو فرصة له لتدمير أكبر عدد من المباني في قطاع غزة، بحيث يصبح القطاع غير قابل للسكن حتى ولو أعيد إعماره.
أما بالنسبة للبنان، فإنّ خطة المجرم السفّاح نتنياهو، بعد القضاء على أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله، وعلى المرشح لخلافته السيّد هاشم صفي الدين، وعلى نائبه العسكري فؤاد شكر، وعلى عدد كبير من أفراد القيادة العليا لـ «الحزب»، كما يرى المجرم نتنياهو، أنها فرصة لتنظيف الجنوب اللبناني من «الحزب»، خصوصاً الخط الأول المواجه لإسرائيل، حيث تقضي خطته تدمير المنطقة تدميراً كلياً عند الشريط الحدودي، بحيث تصبح معظم منطقة الشريط الحدودي غير صالحة لإعادة إعمارها، ولا لعودة أبناء تلك المنطقة المتاخمة للعدو الإسرائيلي.. وهكذا تنفذ إسرائيل ما كانت تحلم به منذ زمن بعيد، وهو طرد «الحزب» الى شمال نهر الليطاني وتنفيذ القرار 1701 الذي ينص على انسحاب حزب الله الى ما بعد نهر الليطاني… وتسليم الأمن في المنطقة لقوات اليونيفيل والجيش اللبناني الذي يتولى الإشراف على الأمن في المنطقة المذكورة. وتكون إسرائيل بذلك، قد حققت بعضاً من أهدافها، ليخرج نتنياهو منتصراً، ولو ظاهرياً، فيبرر حملته أمام الإسرائيليين بعدما أوقعهم بمواجهة «الحزب» الذي ألحق بالإسرائيليين خسائر فادحة.
إضافة الى كل ما تقدّم، ان هناك هدفاً إسرائيلياً جديداً يضاف الى المشروع الإسرائيلي، وهو تدمير البيئة الحاضنة لـ «الحزب»… ومن أجل ذلك جاء القصف العنيف من طائرات F-14 وF-15 وF-35 وبصواريخ متعددة الأنواع والأحجام كما يلي:
أولاً: قصف عنيف على صور وعلى النبطية وعلى حارة صيدا.
ثانياً: تدمير البقاعين الغربي والشرقي، يضاف إليهما بعلبك والهرمل ورياق وعدد كبير من القرى الشيعية وعدد من القرى الأخرى التي تسكنها طوائف مختلطة.
ثالثاً: ضرب وتدمير الضاحية.. إذ أصبح عدد المباني التي حطمها ودمرها الجيش الإسرائيلي أكثر بكثير من المباني التي لا تزال صامدة… بكلام آخر، تريد إسرائيل القضاء على شيعة لبنان وعلى كل لبناني يحضن أو يتعاطف مع الطائفة الشيعية.