الحزن يلفّ لبنان.. تنكيس العلم وإعلان الحداد الرسمي على البابا فرنسيس لـ 3 أيّام

الرؤساء نعوا نصير الفقراء والمهمشين: خسارة للبشرية جمعاء

7

حداداً على وفاة قداسة البابا فرنسيس الذي وافته المنية اول امس الاثنين، قامت رئاسة الجمهورية بتنكيس العلم اللبناني في قصر بعبدا.

كذلك، نكّس العلم اللبناني في السرايا الحكومية، وكان قد صدر عن الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيه البيان التالي: «أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام الحداد الرسمي على وفاة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من تاريخه ولغاية يوم الأربعاء الواقع فيه 23 نيسان 2025 ضمنا، بحيث تنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع الحدث الجلل، وعلى أن تتخذ الإجراءات ذاتها يوم الصلاة لراحة نفس قداسته وتشييعه». هذا، ولف الحزن لبنان مع وفاة البابا فرنسيس، وتوالت المواقف المعزية.

 عون: ونعى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون البابا فرنسيس الذي انتقل الى رحمته تعالى قبل ظهر اليوم وقال في بيان: «ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل قداسة البابا فرنسيس، راعي الكنيسة الكاثوليكية وصوت الإنسانية الصادق، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة الإنسان والإنسانية»، معتبرا ان «رحيل البابا فرنسيس ليس خسارة للكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل هو خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات.»

وأضاف: «إننا في لبنان، وطن التنوع ، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي، فلطالما حمل البابا الراحل لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبدا دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوعه. لقد كان البابا فرنسيس رجلاً استثنائياً بتواضعه وبساطته، وفي الوقت نفسه قائداً روحياً فذاً بحكمته وشجاعته. عمل بلا كلل من أجل بناء جسور التواصل بين مختلف الأديان والثقافات، ودافع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، وناضل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافاً».

وختم الرئيس عون: «باسم الجمهورية اللبنانية، رئيساً وشعباً، أتقدم بأحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى الكرسي الرسولي المقدس، وإلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وإلى جميع المؤمنين الذين أحبوا البابا فرنسيس وتأثروا برسالته السامية. وأننا فيما نشاطر شعوب الدول الشقيقة والصديقة حزنهم العميق، نصلي معهم أن يتغمد الله الفقيد الكبير بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم الكنيسة الكاثوليكية والعالم أجمع الصبر والسلوان. وفي هذه اللحظات الحزينة، سوف نستذكر بكل إجلال وتقدير مواقف البابا الراحل الإنسانية النبيلة، ونعاهده على السير على نهجه في تعزيز قيم الحوار والتسامح وبناء عالم يسوده السلام والمحبة والعدالة».

بري: من جانبه، نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري البابا فرنسيس وجاء في بيان النعي: «من إنجيل يوحنا: «أنا هوَ القيامةُ والحياةُ وكُلُّ مَن يحيا مُؤمنًا بـي لا يَموتُ أبدًا». ومن القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم: {وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم. في زمن القيامة والرجاء والأمل قال عظته الأخيرة ورحل… حمل صليبه ومشى… خفق قلبه الذي إتسع لكل الناس لفقرائهم ومستضعفيهم ومعذبيهم آخر خفقه بالمحبة. أطلق العنان لصوته صرخة أبدية: «أبتاه إغفر لهم لإنهم لايعلمون ماذا يفعلون». وأضاف الرئيس بري: «في لحظة الإنسانيه فيها بأمس الحاجه الى الكلمة التي تجمع ، نفقد قامة ما نطقت إلا بالحق كلمة ، «وفي البدء كانت الكلمة». نفقد الإنسان القسيس، الراهب الزاهد المتعبد، الذي طلّق الألقاب وإرتقى بالرسالة السماوية إرتقاء يسوعياً ، بأن لا تساوي بين حب الله وكره الإنسان. هو كل ذلك وأكثر من ذلك ، هو قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس، يرحل وعينه وقلبه وكل جوارحه مع فلسطين ومع لبنان ومع كل المعذبين في الأرض. بإسمي وباسم المجلس النيابي أتقدم من اللبنانيين عامه وأبناء الكنيسة الكاثوليكية في لبنان والعالم ومن مجمع الكرادلة في حاضرة الفاتيكان بخالص العزاء سائلين للراحل الكبير الرحمة والراحة الابدية وللإنسانية بغيابه وفقده الصبر والسلوان».

سلام: كذلك، نعى رئيس الحكومة نواف سلام البابا فرنسيس وقال: «برحيل الحبر الأعظم، البابا فرنسيس، يخسر لبنان سنداً متيناً، ويخسر العالم رجل المحبة والسلام، نصير الفقراء والمهمشين، المعروف بتواضعه وقربه من الناس. هو الذي وقف دوماً إلى جانب لبنان، ولطالما صلّى له ورغب بزيارته».

البطاركة الكاثوليك

 وأصدر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بيانا نعى فيه قداسة البابا فرنسيس  ودعا جميع الكنائس الكاثوليكيّة في لبنان – رعايا وأديار وكنائس – إلى قرع الأجراس يوم الدّفن، بعد تحديده رسميًّا من قبل الكرسيّ الرسوليّ، عند الساعة الثانية عشرة ظهرًا (بتوقيت بيروت)، حدادًا على راحة نفس قداسة البابا فرنسيس، ورفع الصلوات والتضرّعات على نيّته. كما نلتمس من كلّ كاهن كاثوليكي أن يقدّم قدّاسًا واحدًا لراحة نفس قداسته، وندعو كل مؤمن ومؤمنة، وكلّ منتسب إلى أخويّة أو حركة رسولية أو منظمة كاثوليكيّة، إلى تلاوة المسبحة الوردية على هذه النيّة.

رحم الله قداسة البابا فرنسيس، ومنحه الرّاحة الأبدية، وأرسل بروحه القدوس رأسًا جديدًا لكنيسته، ليقود مسيرتها الأرضية بثباتٍ نحو ملكوت السماء».

 

لجنة متابعة «وثيقة الأخوة الإنسانية»:

للتمسّك بمبادىء الحوار والتآخي

نعت اللجنة الوطنية لمتابعة مقررات الازهر الشريف ووثيقة الاخوة الانسانية قداسة البابا فرنسيس في بيان اصدرته عقب اجتماع عقد حضوريا وعبر الهاتف في مكتب الرئيس فؤاد السنيورة في بلس. وأعربت في بيان، عن «بالغ الحزن والالم»، لافتة الى انه «نذر نفسه لخدمة الإنسان والفقراء (…)»، وأكدت تمسكها بـ»مبادئ الحوار والوفاق والتآخي والرحمة والمحبة والإيمان والسلام التي رفع قداسة البابا الراحل لواءها وعمل عليها منذ بداية حبريته الى اليوم الأخير من حياته».

أضافت: «لقد أرسى بابا الإنسانية ورسالة السلام، الذي يحمل اسم القديس فرنسيس الأسيزي- الذي بادر إلى فتح أبواب الحوار في زمن حروب الفرنجة – قواعد إنسانية عميقة وشاملة للعلاقات الإسلامية – المسيحية من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي صادق عليها مع الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبو ظبي في العام 2019»، واوضحت ان الوثيقة «شكلت عنوانا لمرحلة جديدة من العمل الاسلامي – المسيحي المشترك لخدمة الإنسان والإنسانية جمعاء (…)».

البابا ذكرَ لبنان في رسالته الأخيرة

 

ظهر البابا فرنسيس يوم الأحد الماضي من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، في ظهور مفاجئ له في عيد الفصح، والذي كان آخر ظهور له قبل وفاته صباح الاثنين.

وفي رسالة البابا فرنسيس إلى مدينة روما والعالم بمناسبة عيد الفصح، والتي نشرها الفاتيكان، قال البابا الراحل: يتوجّه فكري إلى شعب غزة، ولا سيما إلى الجماعة المسيحية فيها، حيث لا يزال النزاع الرهيب يولِّد الموت والدمار، ويسبب وضعا إنسانيا مروّعا ومشينا»، داعيا إلى «وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، ومساعدة الشعب الذي يتضور جوعا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام».

وتابع قائلاً: «لنصل من أجل الجماعات المسيحية في لبنان وسوريا التي تتوق إلى الاستقرار والمشاركة في مصير بلادها، فيما تمرّ سوريا بمرحلة دقيقة من تاريخها. كما أتوجّه بفكر خاص إلى شعب اليمن الذي يعيش إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرّة في العالم بسبب الحرب، وأدعو الجميع إلى إيجاد حلول من خلال حوار بناء».

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.