الأخلاق تُقاس بالتفاصيل الصغيرة… لا بالشعارات
بقلم نزيه حمد
رئيس مجموعة النزيه الإقتصادية الخليجية
الفساد ليس دائمًا ما نراه في الأخبار من صفقات مشبوهة أو سرقات كبرى…
بل يبدأ في تفاصيل صغيرة نمارسها يوميًا دون وعي، تكشف عن قيمنا الحقيقية، وتُظهر إن كنا صادقين في أخلاقنا، أم نُجمّل أنفسنا حين نُراقب فقط.
عندما تستخدم من الفندق أو المطعم أكثر مما تفعل في بيتك، فقط لأنك لا تدفع…
عندما تُكثر من أخذ المناديل أو الصابون من مكان عام لا تملكه…
أو تملأ صحنك في البوفيه بما يفوق قدرتك على الأكل…
أو تتجاهل الإشارة والصف دون تفكير…
فكل هذه إشارات على استعداد داخلي للفساد… وإن كان بسيطًا.
الفساد الأخلاقي يبدأ من استغلال ما لا نملك…
ويتضخم حين نُبرّره لأنفسنا، أو نمارسه بصمت.
وحين يتحوّل التعصّب العائلي أو المذهبي إلى مقياس للاستحقاق، ويُقدَّم غير الكفء فقط لأنه “من جماعتنا”، فاعلم أن الشأن العام في خطر.
فلا تُدار الأوطان بالمجاملات، بل بالكفاءات.
ولا تُبنى العدالة بالتحزّب، بل بالإنصاف.
احذر من أن تكون:
- نزيهًا فقط أمام الناس، ومتهاونًا حين تختلي بنفسك.
- منصفًا حين يناسبك العدل، وظالمًا حين تميل مصلحتك.
- مؤمنًا بالوطن بالكلام، لكنك تؤذي الشارع، وتُهمل النظام، وتُخالف القانون.
- أبًا يعلّم أبناءه الاحتيال بدل الاجتهاد… والواسطة بدل الكفاءة.
تذكّر دائمًا:
- الأمانة الحقيقية تُمارس في الخفاء، لا في ضوء الكاميرات.
- الأخلاق لا تُقاس بالمظاهر، بل بالثبات في المواقف الصغيرة.
- احترامك للمال العام، والنظام، والناس، هو الامتحان الأول لمواطنتك.
- الشأن العام لا يحتمل المحاباة، بل يحتاج أناسًا يخشون الله ولو لم يراهم أحد.
لنحاول أن نكون أُناسًا مختلفين…
لا لأننا مُراقبون، بل لأننا نُحب الحق، ونؤمن أن الأخلاق العظيمة تصنع وطنًا عظيمًا.
نزيه حمد
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.