ماذا يجري على الحدود اللبنانية ـ السورية؟؟!!!

35

كتب عوني الكعكي:

قد يكون أهم موضوع آني بين لبنان وسوريا هو موضوع الحدود، خصوصاً أنّ موضوع التهريب على أنواعه بدءاً بالمخدرات والبنزين والمازوت وانتهاء بالغاز وتهريب البضائع، خصوصاً أنّ النظام في سوريا يعتبر موضوع الاستيراد من المواضيع الممنوعة، وذلك حفاظاً على الموازنة والعملة الصعبة الموجودة في البلاد.

لذلك، فإنّ الكثير من المشاكل حصلت بسبب تَسَيّب الحدود.. ومما أضاف الى كل المواضيع التي ذكرتها موضوع السلاح لحزب الله وتهريبه وهو من أهم وأخطر المواضيع بين سوريا ولبنان.. إذ إن المورد الرئيسي لدعم حزب الله بالسلاح كان خط سوريا…

من ناحية ثانية، فإنّ هناك ميليشيات تواجدت على طرفي الحدود من أجل التهريب. تلك الميليشيات صارت مسلحة وبأهم أنواع الأسلحة. وفي بداية الحرب الأهلية السورية عام 2011، بدأت المناطق الحدودية تشهد توتراً بعد أن أقدم «الحزب العظيم» على مساندة نظام بشار الأسد من الحدود الشرقية وتحديداً في المناطق التالية: بعلبك والهرمل والقصير وعرسال والزبداني، كل هذه المناطق تحوّلت الى عناوين رئيسة للحرب الأهلية السورية.. ولا شك أن المعارك التي قام بها حزب الله بذريعة القضاء على الإرهاب، مع أن الرئيس الهارب بشار، وكي ينتقم من المعارضة الشعبية التي نشبت ضده، حاول اتهام تلك المعارضة بأنهم إرهابيون يحاولون قلب نظام الحكم، في حين اتهم البعض الآخر بأنهم من «داعش».

على كل حال، صار الوضع حالياً مختلفاً، ولكن هناك بعض المناطق على الحدود لا تزال تخضع لهيمنة سلاح الحزب.

الحقيقة أن إيران، وبعد سقوط نظام الرئيس الهارب بشار في سوريا، وبعد سقوط حزب الله في لبنان، صارت كما يقولون طبقاً للمثل: «راحت السكرة وجاءت الصحوة»، أي لا بدّ من أن نطّلع على الأموال التي صرفتها إيران في سوريا منذ قيام ثورة الخميني.. وبالتأكيد ازداد الدعم ظناً من إيران أن سوريا تحوّلت الى قاعدة إيرانية مثلها مثل حزب الله في لبنان.

ومن منا لا يتذكر كيف كان قادة إيران بدءاً بآية الله الخميني ورؤساء النظام يتباهون بقولهم «إننا نسيطر على أربع عواصم عربية هي: دمشق وبغداد وبيروت وصنعاء».

على كل حال، هذه نبذة صغيرة عن الأموال التي دفعتها إيران كدولة… وإيران كحرس ثوري و «فيلق القدس»، أي الأموال التي سيطر عليها اللواء قاسم سليماني من النفط العراقي، حيث خُصّص له في الموازنة 6 مليارات دولار، إضافة الى الأموال التي كان يقبضها ويتسلّط عليها من رؤساء الحكومات العراقية كي يتقوا شرّه.

– لقد دفعت إيران للرئيس الهارب بشار الأسد قبل سقوطه 30 مليار دولار كحرس له، وعلى عمليات حمايته ما بين عامي 2011 و2024.

– 76 مليار دولار دفعتها إيران كلفة لوجود بعض حرسها الثوري في سوريا.

– 50 ملياراً كمشاريع واستثمارات في سوريا.

– كلفة قاعدة في دير الزور 250 مليون دولار.

– كلفة المركز اللوجستي في اللاذقية 180 مليون دولار.

– قاعدة T4 في حمص كلفت 400 مليون دولار.

– قواعد جوّية ومخازن مقذوفات كلّفت 15 مليون دولار.

– مركز قيادة وسيطرة كلّف 35 مليار دولار.

– كلفة مناجم الفوسفات 125 مليون دولار.

– خط أنابيب الغاز بين إيران وسوريا تعطّل وضاعت أمواله.

– قصر ضيافة السيدة زينب 35 مليون دولار.

– كلفة عتبات مقدسة للسيدة زينب 500 مليون دولار.

– محطة كهرباء في كل من حمص وحلب كلفت 1.5 مليار دولار.

– طرق بين حمص وحلب كلّفت 500 مليون دولار.

هذا إضافة الى الأموال التي دُفعت باسم أموال مقر خاتم الأنبياء، والتي لا يُسمح لأحد بالاطلاع عليها إلاّ المرشد الأعلى الخامنئي. كل هذه الأموال من إيران علماً أن دخل المواطن فيها يقل 11 مرّة عن دخل المواطن الإسرائيلي.

ما جرى منذ عدة أيام في الساحل السوري كان بتدبير من إيران وتحديداً من «فيلق القدس» الذي حاول أن ينظم بعض الضباط العلويين في الساحل، مع مهرّبي المخدرات، وقاموا بالاعتداء على قوات الأمن السورية مما دفع بالجيش الوطني السوري الى قمع الذين قاموا بالمؤامرة وقتلوا 300 عنصر وضابط من العلويين. طبعاً جميعهم كانوا في مراكز مهمة جداً في الجيش والأمن، وخسرت جماعة «هيئة تحرير الشام» أي الجيش النظامي حوالى 300 عنصر وضابط. أما المصيبة الكبرى فكانت المجازر التي وقعت حيث بلغ عدد القتلى 1000 ذنبهم أنهم من الطائفة العلوية. على كل حال، رئيس سوريا القائد أحمد الشرع شكل لجنة ستقوم بإجراء تحقيقات لمعرفة حقيقة ما جرى.

فما جرى في اليومين الماضيين هو محاولة إيرانية لتعكير الجو في محاولة وسخة للسيطرة على سوريا.

إنّ كل ما نقوله ليس اتهاماً لكنه حقيقة، وسوف تظهر النتائج في تحقيق اللجنة التي شكلها الرئيس أحمد الشرع علناً.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.