مؤسس “ميثاق أخلاق الجيش”: إسرائيل تُدار من قِبل عصابة إجرام

تصاعد في اعتداءات جنودها على الفلسطينيين

6

طبقًا لتقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الأربعاء، فقد شهد العام الحالي ارتفاعًا حادًا بما تسميه “حوادث الجريمة على خلفية قومية”، وتنقل عن ضباط في جيش الاحتلال تحذيرهم من تصعيد إضافي ضد الفلسطينيين دون رقيب أو حسيب. منوِّهةً أنه عندما يقدم الفلسطينيون شكوى ضد جنود ومستوطنين معتدين فإنهم يصطدمون بمعيقات كثيرة، إلا في حال كان هناك توثيق بالكاميرا خوفًا من محاكمات دولية.
وتبدو مثل هذه الاعتداءات للجنود والمستوطنين على الفلسطينيين في حالة تصعيد خطير منذ السابع من أكتوبر نتيجة شهوة الانتقام المفتوحة على مصراعيها وأجواء التطرُّف القومجي المتشنج السائدة في إسرائيل.
وتأتي هذه الاعتداءات، التي وثَّقتها منظمات حقوقية فلسطينية ودولية وإسرائيلية في تقارير رسمية كثيرة، بوحي تحريض مستمر من قِبل مسؤولين إسرائيليين، دعا بعضهم لإلقاء قنبلة نووية على غزة (الوزير عاميحاي إلياهو)، فيما دعا مستشار أمن قومي سابق (الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند) لعدم التمييز بين عسكريين وبين نساء وأطفال داخل القطاع ولحرمانهم جميعًا من الماء والغذاء وليس الكهرباء فحسب من أجل الانتصار في الحرب. وسجل تصريحات نزع الصفة الإنسانية والشيطنة طويل جدًا، وهذا ما تضمَّنته أيضًا لائحة الاتهام ضد إسرائيل في “محكمة الجنايات الدولية” في لاهاي قبل عام ونيِّف.
عصابة إجرام
وكان البروفسور آسا كاشير (84 عامًا) “الفيلسوف” و”المؤدلج الأكبر” لـ“المنظومة القيمية والسلوكية للجيش الإسرائيلي” قد أكَّد، في مقابلة مطوَّلة نشرها الملحق الأسبوعي لصحيفة “هآرتس” (20/2/2025)، أن الممارسات التي يقوم جيش الاحتلال بارتكابها في الحرب المتوحِّشة على قطاع غزة مروِّعة ورهيبة، وإن كانت لا ترتقي إلى درجة جرائم الحرب وإبادة شعب.
وبشكل مباشر، يؤكد كاشير، في هذا الحديث الصحفي غير المسبوق في حدَّته، أن الحرب على غزة تعكس التغيير في الجو الإسرائيلي العام، حيث باتت هناك منظومة في إسرائيل تعمل مثل عصابة إجرام مكلَّفة بقيادة حيٍّ سكنيٍّ… وهذه المنظومة لا تتردَّد في اتخاذ أي وسيلة من أجل خدمة قادة العصابة… وهم قيادة إسرائيل في الوقت الحالي.
كاشير، الذي عمل أستاذًا للفلسفة في جامعة تل أبيب، يخلص للتساؤل: “ربما فكرة الدولة المستقلة كبيرة علينا… نحن الشعب اليهودي؟” ورغم نفيه لارتكاب جريمة إبادة شعب، يشدِّد كاشير على أن سلوكًا مثل دخول منازل الفلسطينيين والتخريب ليس هو المطلوب.
في محاولة لنأي الجيش عن هذه الجرائم، يقول ما معناه إن ظاهرة الاعتداءات غير متأصلة: “لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يترك القيم والمعايير في الحياة إلى وحدات الاحتياط التي يشارك مئات آلاف الإسرائيليين فيها، فهؤلاء يأتون إلى الجيش الذين لم يكونوا في صفوفه أعوامًا طويلة ويتصرفون بحسب الأجواء العامة السائدة في الشارع”. وبعد نعته قادة إسرائيل بـ “عصابة الإجرام”، يوضح كاشير أن هذا السلوك العصاباتي ينطبق على كل شيء، بما في ذلك على المحكمة الإسرائيلية العليا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.