ما جرى في سوريا مؤامرة إيرانية!!!

58

كتب عوني الكعكي:

سوف يكتب الكثيرون عما جرى في الساحل السوري، وقد يذهب البعض الى القول إنّ ما جرى هو مؤامرة للتطهير والتخلص من الطائفة العلوية.

على كل حال، الحقيقة بأنّ ما جرى هو مؤامرة بكل ما في الكلمة من معنى على السلطة الحالية. إذ ان العلويين استخدمتهم إيران فقط… لأنهم ليسوا من الطائفة السنّية وتحت شعار النظام الإيراني الذي ينادي منذ عام 1978، أي منذ سيطرة آية الله الخميني على النظام في إيران وخلع الشاه محمد رضا بهلوي، بالتشييع. فمنذ تلك اللحظة والمؤامرة الطائفية بدأت. إذ رفع آية الله الخميني شعار التشييع، ومن أجل ذلك شنّ حرباً على العراق دامت 8 سنوات قتل فيها الآلاف من أهل السنّة ومن الشيعة في البلدين.

والغريب ان الرئيس صدّام حسين كان يحارب الإيرانيين بجيش عراقي أغلبيته من الشيعة.. إذ لم يكن في العراق من يقول: هذا شيعي أو هذا سنّي.

جاء الخميني وجاءت المؤامرة الطائفية معه، وحمل هدف التشيع، وبدأ بتنفيذه خطوة خطوة.

في سوريا لم يكن الناس يتحدثون يوماً عن الموضوع الطائفي.. إذ كان الجميع يقولون أنا سوري.

صحيح أن العلويين سيطروا على الحكم عن طريق الجيش… وهذا له أسباب تاريخية، إذ معروف أن الشعب السوري وخاصة أهل السنّة الذين يشكلون 80 % من الشعب السوري كانوا يرفضون الدخول في الجيش، وكان معظمهم يذهب ويتعاطى التجارة، وقليل جداً من العائلات الدمشقية كانت تقبل أن يدخل أبناؤها الى الجيش… لذلك مع الأيام أصبح في الجيش السوري عدد كبير من العلويين والقليل من أهل السنّة أو من المسيحيين أيضاً.

بالعودة الى ما جرى في الساحل السوري نقول ونؤكد: إنّ إيران لا تزال ترفض خسارتها في سوريا وفي لبنان، والعراق «على الطريق». لذا فهي تحاول أن تثير الموضوع الطائفي علّها تُدخل الدولة السورية والشعب السوري في مؤامرة طائفية… وحروب مذهبية تبدأ ولا تنتهي…

صحيح ان هناك مجازر قد ارتكبت… وأنّ هناك اعتداءات حصلت على العلويين. ولكن علينا أن نتذكر أن النظام العلوي البائد قتل مليوناً وخمسماية ألف مواطن سوري، أغلبهم من أهل السنّة. كذلك فإنّ هناك مائة وخمسين ألف مواطن سنّي من المفقودين لا أحد يعلم عنهم شيئاً منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2012، كذلك فإنّ نظام الرئيس الهارب هجّر اثني عشر مليون مواطن سوري، أي نصف الشعب السوري.

لذلك، فإنّ القول أنّ هناك مؤامرة على الطائفة العلوية كلام غير دقيق.. على كل حال، أنا هنا لا أدافع عن أي جريمة ارتكبت ضد أي فرد أو عائلة أو ضيْعة أو مدينة أو منطقة إن كانت سنّية أو علوية، هذا الكلام بالنسبة لي مرفوض، وليس له أي مبرّر، إلاّ مبرّر المؤامرة للقضاء على سوريا، خصوصاً ان سوريا والجميع يعلم مدى عروبتها وأنّ هذه العروبة فوق كل اعتبار، وإن نسينا لا ننسى تاريخ سوريا وعروبتها، والقول أن لا حرب بدون مصر ولا صلح بدون سوريا.

تاريخ الشعب السوري كله، بمختلف طوائفه: السنّي والعلوي والمسيحي والدرزي والإسماعيلي والكردي، همّهم الأول والأخير الوطن السوري، وعروبة سوريا.

لذلك، ما جرى في الساحل السوري هو مؤامرة، وخيراً فعل الرئيس السوري أحمد الشرع بتشكيل لجنة تحقيق ليبيّـن أن الذي حصل هو كما قلنا مؤامرة إيرانية.

كلمة أخيرة أذكر فيها النظام الإيراني قول آية الله الخامنئي حين كان يتباهى أنه سيطر على أربع عواصم عربية وهي: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء… وهذا ما كان يحذر منه الملك الأردني عبدالله الثاني، ولكن للأسف المؤامرة كانت قد بدأت منذ عام 1978، أي مع مجيء آية الله الخميني الذي أحضرته وهيّأته المخابرات المركزية الأميركية في باريس، وللعلم فإنّ الشقة التي سكن فيها في قرية «نوڤل لوشاتو» قرب باريس كانت مستأجرة من المخابرات المركزية الأميركية.

إنّ ما جرى بالأمس هو البداية… ولا أزال أنتظر المزيد، خصوصاً أنّ النظام الإيراني لم ينكفئ بعد خسارته في لبنان وسوريا والعراق.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.