يا المجلس الشيعي: قليلاً من الاحترام لعقول اللبنانيين !!

58

حسن صبرا
وبعد اربعة ايام من مصادرة الجمارك اللبنانية، في مطار رفيق الحريرى الدولي في بيروت، مبالغ بملايين الدولارات من حقيبة راكب لبناني قادم من تركيا، زعم انها تبرعات جمعها من الخارج لجمعيات خيرية شيعية في لبنان … اصدر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بياناً زعم فيه، ان هذه الاموال هي له!!
ومع ان هذه القضية، احالها النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار إلى القاضي سامي صادر، كأول قضية تسلمها الأخير، في موقعه كنائب عام استئنافي خلفا لغادة عون، فإنها ليست الاولى التي تمس فيها سمعة المجلس الشيعي، منذ فضيحة استيراد “السترنغات “( اي ملابس نسائية داخلية، كما البلاط ومعدات أخرى).. إلى فضيحة بيع الشهادات الجامعية ل27 الف “طالب” مدني وعسكري عراقي، دفعوا ثمنها عشرات ملايين الدولارات… واين ذهبت هذه الملايين، إذا كان الادعاء طال اثنين فقط من الموظفين الكبار؟
المجلس الاسلامي الشيعي فضح نفسه في تأخير “حقه “في المال بسكوته اربعة ايام، كي يعلن ان المال ماله!! فهل يشرح للبنانيين، واولهم الشيعة عن سبب صمته؟
من غير المعقول تصديق ان التأخير في الإكتشاف سببه، ان مشايخ المجلس وعلى رأسهم علي الخطيب كانوا متعبين بسبب شهر الصوم فنسوا حق المجلس في جوعهم او عطشهم. ،الذي قد يكون اثقل حركة واستيعاب ومبادرة المجلس ومشايخه..
ومن غير المعقول ان يكون سبب التأخير،هو عدم تلقي المشايخ في المجلس الإذن من مرجعيته السياسية. والزعم بأن هذه المرجعية مضروبة على رأسها بما هو اهم!!
ومن غير المعقول التصديق بأن المجلس لم يكتشف ان هذه الاموال هي خاصته، إلا بعد ان قدم له احدهم “فتوى “قضائية، بأن الرجل الذي صودرت منه الاموال، نسي ان يقول ان معه تفويضاً مطبوعاً ومصدقاً من المجلس،تتيح له جمع المال بإسمه..او ان التأخير سببه نزاع داخلي حول مصير الملايين، والى اين ستذهب؟ إلى هذا اللص الكبير،أو إلى هذا التابع الحقير؟
غير ان المهم هو السؤال: إذا كانت هذه الملايين في عهدي الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام ستذهب إلى خزينة الدولة اللبنانية، التي اصبحت الآن بين ايدي امينة، فأين ذهبت مئات ملايين الدولارات التي صودرت من عراقيين قبل بضع سنوات؟؟هل دخلت الخزينة في عهد وزيري المالية علي حسن خليل وغازي وزني؟ هذا سؤال يحتاج إلى اجابة من وزير المال الجديد ياسين جابر
واخيراً
من غير المعقول او المنطقي او المقبول ان يشهد المجلس الشيعي الذي انشأه الامام النزيه موسى الصدر، وكان الامام محمد مهدي الفيلسوف يوماً ما رئيسه.. هذا الكم من الفضائح … وسط ندرة الحديث او كشف اي فضيحة للمجالس الطائفية او المذهبية الاخرى في لبنان.
ومن غير المنطقي والمعقول والمقبول ان يكون المجلس الناطق باسم الشيعة الذين قدموا عشرات آلاف الأبطال المضحين بالحياة والأبناء والمصالح، كما المثقفين والعلماء والعصاميين واهل الخير …ممثلين بهكذا بشر في السياسة والدين!!
من غير المنطقي والعدل ان يكون شباب شيعة لبنان هم خزان المقاومة العربية من اجل تحرير ارض لبنان وفلسطين، وان يقدم قائد المقاومة البطل حسن نصر الله نفسه فداء للأرض اللبنانية والفلسطينية، كما قدم ابنه السيد هادي نفسه مقاوماً ضد العدو الصهيوني المحتل..لتتسلم المجلس مجموعة جمعت جدلياً بين المنصب وبين الفساد
يا المجلس الشيعي.. رأفة انت ومرجعيتك بسمعة الشيعة بعد ان تم نهب اموالهم ( طبعاً ضمن اموال ملايين اللبنانيين على مدى عقود).
الشيعة ومنذ سنوات يا المجلس الشيعي كانوا على مدى تأسيس الكيان اللبناني ضحايا الحرمان والعدوان..
الشيعة ومن اجل فلسطين وقضايا العروبة والإنسان من كوبا إلى افريقيا قدموا شباباً وبنوا قيماً
الشيعة في عهد المجلس الشيعي ومرجعيته السياسية صاروا مثار سخرية وخوف وعنواناً للخروج على النظام والقانون …
رحم الله رجالات الشيعة المبرزين:
الامام موسى الصدر
الامام محمد مهدي شمس الدين
امام المقاومين حسن نصر الله
وكل الرجالات الشيعة الذين يشار
اليهم بالبنان انهم انسانيين ونزيهين من رجال فكر وعلم واعلام ودين.
حسن صبرا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.