حديث رمضان_ أهلاً بشهر رمضان

9

الدكتور جلال حلواني

استاذ جامعي وخبير دولي

في البيئة والمياه

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾

ها قد عاد شهر رمضان، شهر الخير والبركة، شهر الهدى والتقى، شهر الايمان والفرقان، شهر الصوم والطاعات، شهر اليسر والبر، فأهلا وسهلا بالضيف الكريم، وحق على الانسان ان يكرم ضيفه ويحسن استقباله، وان يتفرغ للقيام بواجباته.

ومن واجبات اكرام رمضان، القيام بما فرضه الله علينا، سواء لجهة العبادات الأساسية من صوم وصلاة وقيام وتلاوة للقران ودعاء، او القيام بالاعمال الصالحة وفعل الخيرات والتصدّق على الفقراء واطعام المساكين والإحسان على الارامل والايتام، ومسامحة الأصدقاء، وصلة الرحم وخاصة مع الأقارب.

فلك الحمد يا الله ان بلغتنا شهر رمضان، هذا الشهر العظيم المبارك، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات.

ما أكرمك يا شهر رمضان، فيه يجود الله فيه سبحانه وتعالى على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى وأمر الناس بصيامه، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه.

شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الكثير، فهيا بنا نستقبله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات، والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى كل خير لنفوز بالكرامة والأجر العظيم. 

شهر رمضان، هو احب الشهور عند المسلمين، لانه الشهر الذي انزل فيه القران، وهو الشهر الذي اصطفاه الله بهذه القدسية الخاصة، وأول آية اُنزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت بغار حراء في  إحدى ليالي شهر رمضان، ألا وهي ليلة القدر. هذا الشهر نال رفعة وشرفًا بنزول أعظم الرسائل السماوية إلى البشر أجمعين، لان هذا الدين نزل ليخرج الناس من عبادة الناس الى عبادة رب الناس.

هو شهر ابراء الذمة، شهر الإرادة، شهر الامتحان، شهر القوة، شهر التمكين في الأرض، شهر تجديد الايمان،  شهر الطهارة، شهر العودة الى الله والتفكّر في مخلوقاته، وشهر التواضع والرفعة والأخلاق.

انه شهر التوبة والمغفرة، والعودة الى الفطرة، والتسامح مع الناس، والدعاء لمن احبنا واحببناه، والترحّم على من فارقنا، والشكر لله ان بلّغنا رمضان من غير حول ولا قوة منا، والحمد لله ان مكنّا من صيامه بالرغم من ضعفنا وقلة حيلتنا وكثرة ذنوبنا، فهو ربنا الغفور الرحيم، ذو العرش المجيد، يقبل التوبة ويعفو عن الصائمين.

في الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة وتعويدها للأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله .

فاللهم ارحم ضعفنا واصلح احوالنا واشفي مرضانا ويسر امورنا ووحد كلمتنا ولا تسلّط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، نسألك يا الله ان تتقبل منا صيامنا وطاعاتنا وان تعتق رقابنا من النار، انك سميع قريب مجيب الدعاء.

الدكتور جلال حلواني

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.