حزب الله خسر الحرب ولكنه يكابر

8

بقلم المحامي
د. عبد الحميد الأحدب
هناك معركة تنتظرنا مع حزب الله، لأن الحزب خسر الحرب وسقط النظام السوري الذي كان سنده، كما كان هو سند هذا النظام، ومع ذلك فإن حزب الله لا يُسلِّم بالهزيمة!
تشكيل الوزارة يقف امام مطالب الثنائي بالعودة الى الدولة والا… ليس المعارضة بل الحرب!
“الخامنئي” من ايران قال بالأمس أن حزب الله لم ينهزم، وداخل الحزب جدل حول الطريق والمستقبل!!! البيئة الحاضنة أصابها اهتزاز في الولاء لحزب الله بعد نتائج الحرب التي ورطه الحزب بها على عكس ما كان يَعد.
وهذا ما يفسر “لغة الموتوسيكلات” التي استخدمها الحزب في ترهيب المسيحيين والسُّنّة، وهو يفسر تشبثه مع نبيه بري بوزارة المال وبالوزارات الخمس، كان بإمكان الحزب ان يسلم سلاحه وينصرف الى السياسة ويتخلى عن الحرب لاسيما وأنه وقّع على اتفاق 1701 الذي ينص على تجريده من السلاح.
لبنان اذاً مُقبل على معركة مع الثنائي… في تشكيل الوزارة، والمطلوب من الرئيس جوزف عون ومن نواف سلام ان يبقيا امينين على خطابهما في الانتخابات والتكليف، فالتراجع هزيمة للبنان بعد أن انتصر بالإنتخاب والتكليف، وإعادة الإعمار مقياس ومرجِّح في المعركة، فالدول المانحة، بشروط أهمها الإصلاح وخروج الثنائي من السلطة، هذه الدولة لن تدفع مليماً اذا تشكلت حكومة فيها الثنائي وليس فيها الإصلاحات المطلوبة، الأمر الذي سينعكس على بيئة حزب الله التي هُدِمت بيوتها في الجنوب والبقاع والضاحية!
وتمرد الثنائي على إرادة الدول المانحة وعلى نتائج الحرب وهزيمتها وعلى سقوط النظام السوري وإصراره على الاستئثار بالحكومة وبوزارة المال، يقطع الطريق على الإصلاحات ويعيده الى السلطة ويضيع الآمال التي علقها الشعب اللبناني على خطابَيْ القسم والتكليف.
وموقف الرئيس الأميركي ترامب بالأمس الذي جاء صريحاً “وقحاً”، يطالب الدول الخليجية بتبرعات لحرائق “لوس أنجلوس”، ويعلن الحرب على ايران، مؤشر على أن الأيام القادمة اذا ظلّ حزب الله متشبثاً بالعودة الى السلطة، فإنه سيواجه الحرب الآتية من إسرائيل ومن الدول المانحة ومن اميركا.
والذي تنبأ بالحروب الآتية هو وليد جنبلاط الذي طالما كان نظره بعيداً.
الأيام القادمة فيها حروب، لأن حزب الله ما كفاه سقوط النظام الذي كان قائماً في سوريا وحربه في لبنان، الأمر الذي فرض نهاية نظام لا يُسلّم به حزب الله ويُصرّ على التمرد عليه، وكأن شيئاً لم يكن، لهذا لا يعود هناك مهرب من الحرب التي يبدو ان حزب الله والثنائي هي اللغة الوحيدة التي فهمها.
كان بالإمكان الحد من الخسائر وقلب الصفحة والتسليم بالواقع الجديد. ولكن حزب الله “بموتوسيكلاته” واصراره على العودة الى السلطة وعدم تسليم سلاحه سيقود الى حرب مدمرة، سيدفع لبنان مع الحزب ثمنها الباهظ، الأيام بيننا.
والتمرد على الواقع سيبدد تفاؤل لبنان بانهيار النظام القديم.
مع لبنان الدول الكبرى والدول المانحة ومع لبنان واقع تغيير ونظام تَبَدَّل.
الأيام الصعبة آتية بالحروب.
وإذ ذاك ستحل الهزيمة العسكرية محل الهزيمة السياسية لحزب الله، مع ان الهزيمة العسكرية كانت واضحة ودمارها وآثارها امام الناس، ولكنها هزيمة عسكرية لم تقضِ على حزب الله بل هزمته، ولكنها تركته حياً.
الآتي أعظم، والآتي ليس تنبؤاً بل هو وقائع دامغة صعبة ولكنها الحقيقة، وعدم التسليم بالحقيقة يفتح الطريق لتكريس هزيمة النظام الساقط وإرساء النظام الجديد بطريقة عسكرية كنا بغنى عنها، ولكن حزب الله مصرّ على الويلات، هذا خياره وخيار مرحلة سقطت يحاول الحزب إحياءها!
المحامي د. عبد الحميد الأحدب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.