الخواجة نواف سلام وصائب بك ورشيد أفندي وتقي بك الصلح: مقولات حول بيان الإعتذار وبيان التشكيل!!

14

بقلم ناصر شرارة
«الهديل»
شعار أو معادلة شعب – جيش – مقاومة يوازيها بالنسبة للرئيس نواف سلام شعار أو معادلة: تكليف – تشكيل – اعتذار.
تعني المعادلة السالفة أن “الحركة السلامية” تسير على حبل ايديولوجي، فيما الرجل (الرئيس نواف) قادم من تجربة أبرز ما فيها أنه أدار ظهره للمرحلة الايديولوجية من حياته لصالح انفتاحه على ليبرالية معولمة براغماتية تنتمي وطنياً في راهنها لمدرسة شقيق والده صائب بك سلام الذي أنار بوجه الحياة السياسية اللبنانية مصباح دوجين حينما “وجد الحقيقة اللبنانية” ومفادها “لا غالب ولا مغلوب”.
صائب سلام عم نواف سلام ووالد تمام سلام كان اكتشف معادلة “اللاغالب واللامغلوب”؛ ولكنه بنفس الوقت اكتشف مع رشيد أفندي كرامي حقيقة أن عمر الحكومات في لبنان من عمر الورود صغير؛ بينما عمر رئيس الجمهورية طويل لست سنوات، وعمر رئيس مجلس النواب طويل لست سنوات أيضاً. فيما تقي بك الصلح اكتشف حقيقة أخرى مفادها أن بيان اعتذار رئيس الحكومة عن الاستمرار بالتكليف أهم في أحايين كثيرة من بيان نيل الثقة بالحكومة. قال تقي الدين الصلح أن بيان الرئيس المكلف الذي يفند فيه أسباب اعتذاره أهم من بيان الرئيس المكلف الذي يقدمه للبرلمان لنيل ثقته على حكومته؛ لأن بيان اعتذار الرئيس المكلف عن الاستمرار في مهمته، سيحدد السقف السياسي الذي لا يمكن للرئيس المكلف الذي يخلفه أن يتجاوزه لأنه بذلك سيعري نفسه أمام المواطن الذي سيتهمه بأنه تخلى عن المبادئ التي تمسك بها دولة الرئيس المكلف المعتذر والذي ضحى بموقع نيله الرئاسة الثالثة من أجلها.
الفكرة المراد الإضاءة عليها هنا هي أن وصفة رشيد أفندي وصائب بك عن أن عمر الحكومات صغير كعمر الورود يجب أن يحفظها “الخواجة نواف” (كون لقب البك أو أفندي لا يستوي مع مواصفاته الشخصية) عن ظهر قلب، بحيث أنه لا يجوز له أن يقبل بأن يكون عمر تكليفه أطول من عمر حكومته فيما لو نجح بتشكيلها؛ وهذه الحقيقة يجب أن تقوده “للحقيقة الصلحية” الأخرى التي نطق بها تقي بك الذي جزم بأن خطاب الإعتذار أحياناً يكون أهم من خطاب تأليف الحكومة وحتى أهم من خطاب قبول التكليف؛ لأن خطاب الإعتذار يضع سقفاً سياسياً يضطر أن لا ينزل تحته الرئيس المكلف من بعده؛ وبهذا المعنى يصبح خطاب أو بيان الإعتذار له دور المحدد لثوابت الرئيس الثالث – بغض النظر عن إسمه – داخل العهد الجديد.
قصارى القول هنا أن بيان الإعتذار فيما لو جد الجد يمكن للخواجة نواف أن يشهره بوجه الأحزاب وبوجه الذين يرفضون معاييره للتوزير والتشكيل. مثلاً يستطيع الخواجة نواف في لحظة شعوره بأن الوضع الحكومي أصبح بحالة الصدمة أن يخرج للإعلام ويهدد بأنه يستعد لكتابة بيان اعتذاره الذي سيقول فيه لماذا اعتذر ومن هم الذين تسببوا باعتذاره وما هي الأسباب الإنقاذية التي طرحها لتكون طريقاً للخروج من الأزمات ورفضها الذين يريدون استمرار الأزمات لتستمر مصالحهم.
يفترض أن يخاف المعطلون من بيان اعتذار الخواجة نواف كما خاف المعطلون من بيان اعتذار تقي الدين الصلح..
ويبقى القول أن غاية هذه السطور هو لفت نظر الخواجة نواف سلام بأن بين يديه أسلحة كثيرة ليقاتل بها وبينها حتى سلاح بيان اعتذاره.
ناصر شرارة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.