لغة “الموتو سيكلات” لا تبني دولة

62

كتب عوني الكعكي:
إذا كان أصحاب «الموتو سيكلات»، أو من يقف وراءهم، يظنون أنهم «عناترة هذا الزمن» حين انتشروا في أحياء عين الرمانة وفرن الشباك وساقية الجنزير والجميزة وغيرها… فهم واهمون جداً… لأنّ هذه «اللغة» التي قاموا بتصديرها لا تبني دولة.
لهؤلاء أقول: إذا كانت الدولة قد غضّت الطرف عما قاموا به، فإنّ هذا لا يعني أنها عاجزة عن توقيف أيٍّ منهم أو حتى جميعهم، وإيقاف «المشاغبين» ووضع حدّ لتصرفاتهم مهما بلغوا من «القوّة» أو «قوّة الدفع» من قوى معيّنة.
وهنا أذكّر بما قام به أصحاب «القمصان السود»… وأسأل: أين هم الآن…؟ لقد باتوا وصمة عارٍ على جبين الوطن، وكما يقال «زمن الأوّل تحوّل»…
لقد صرنا اليوم في زمن آخر، وعهد جديد… هو عهد المؤسّسات..
نحو اليوم في عهد رئيس للجمهورية هو الرئيس جوزاف عون الذي يحترم المؤسّسات ويسهر على راحة المواطنين، ويؤمن بالعدالة والمساواة بينهم.. وإلى جانبه رئيس حكومة مكلّف هو القاضي نوّاف سلام، القادم من محكمة العدل الدولية، إذ كان رئيساً لها… رئيس يحترم القانون ويقدّسه.
فخامة الرئيس جوزاف عون ودولة الرئيس نوّاف سلام، لا يقبلان أبداً ما حدث لمؤسستين إعلاميتين كبيرتين الـM.T.V حين تمّ التصدّي للإعلامية نوال بري ورفاقها، والـL.B.C حين قام البعض بالتهجّم على الإعلامية لورا الهاشم وزملائها. كل هذا… واللبنانيون ينتظرون تشكيل الحكومة الجديدة، بفارغ الصبر، عساها تقوم بالإصلاحات الضرورية اللازمة، لانتشال لبنان من مآسيه ومصائبه ومشاكله الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
المهم أن تشكّل الحكومة وفق ما يتمناه الشعب اللبناني الصامد الصابر، انتظاراً للمساعدات التي وُعِد اللبنانيون بها من قِبل الأشقاء وأصحاب الأيادي البيضاء، والذين اشترطوا إصلاحات جذرية وفق شفافية تامة، حتى يكون الدعم القادم آتياً لا ريب فيه.
وأهم من هذا كله، وعود إعادة الإعمار في المناطق والقرى التي دمّرها العدو الاسرائيلي في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية.
ننتظر حكومة تُقنع الآخرين بعزمنا على التغيير الذي لاحت بوادره مع انتخاب فخامة الرئيس وتكليف دولة الرئيس سلام.
علينا أن نقنع «الآخرين» بأننا جادّون فعلاً بالسير في عملية بناء وطننا وطرح مصالحنا الشخصية جانباً.
وهنا أنتهز هذه الفرصة لأقول، إنه نظراً لأهمية الخبر الذي صدر عن المستثمر الكبير خلف الحبتور، بإيقاف جميع استثماراته في لبنان… اتصلت به شخصيّاً، لأنني أتشرّف بعلاقات مميّزة معه، وصداقة مع هذا الرجل الكبير أعتزّ بها، متمنياً عليه أن يتريّث في تطبيق قرار الإيقاف الذي اتخذه.
إنني أرى أن اللبنانيين اليوم باتوا في مرحلة جديدة في وطنهم، تبشّر بالخير… خصوصاً بعد سقوط الرئيس بشار الأسد في سوريا… وجميعنا نعلم ما سبّبه الرئيس بشار الهارب من بلاده، من ضرر للبنان من خلال تدخلاته غير المشروعة، وتحكّمه في قرارات الدولة التي حوّلها الى «بؤرة ضعف وفساد». كذلك أشير الى استشهاد أمين عام حزب الله، السيّد حسن نصرالله، مع كامل قيادته…
إنّ غياب هذين العنصرين، قد يحوّل لبنان الى وضع جديد وسليم، بعد التخلّص من سطوة هذين العنصرين على مقدرات البلد.
اليوم نستطيع القول، إنّنا أصبحنا في وضع أفضل، وهناك مؤشرات على هذا التحوّل الإيجابي… وهناك مؤشران على صحة ما أقول:
الأول: انتخاب الرئيس جوزاف عون رئيساً للبنان بعد شغور كرسي الرئاسة مدة طويلة ناهزت العامين والنصف تقريباً وبأكثرية 99 صوتاً.
والثاني: تكليف القاضي نوّاف سلام بتشكيل حكومة العهد الأولى بأكثرية 84 صوتاً، بعدما نام الرئيس نجيب ميقاتي معتقداً أن تكليفه بتشكيل الحكومة شبه مؤكد، ليستفيق على حصوله على تسعة أصوات فقط.
وأخيراً… ومن باب التفاؤل الذي يسيطر على كل لبناني مؤمن بوطنه أقول:
الحكومة ستشكّل قريباً… وسترى النور هذا الأسبوع إن شاء الله تعالى.

aounikaaki@elshark.com

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.