شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – في الداخل والخارج الكلّ يترقب البيان الوزاري

ولا مرّة كانوا «يفوكسون» على البيان الوزاري، فقد كانوا يعتبرونه مجرّد «ديكور»، لا أكثر ولا أقل، لاستكمال شكليات التكليف والتأليف قبل جلسة الثقة بالحكومة. هذه حقيقة لبنانية معروفة منذ ما قبل الاستقلال وما بعده. ومنذ ما قبل حرب السنتين (التي دامت عقدين من الزمن) وما بعدها. ومنذ ما قبل الحرب الصهيونية العدوانية على لبنان.

ولكن هذه المرة يبدو الأمر مختلفاً كلّياً فالجميع شاخص الى الرئيس المكلّف نواف سلام الذي يخوض تجربة التأليف الحكومي للمرة الأولى في تاريخه السياسي، بعدما تقاطعت عنده أكثرية وازنة من النواب، مفضّلة إيّاه على الرئيس نجيب ميقاتي، جراء «دفع خارجي» كما يقول غير طرف من الأطياف اللبنانية، علماً أن هناك أطرافاً عدة تنفي بقوة خبر الضغط الخارجي وأثره.

المعنيون من الخارج بالتطورات اللبنانية يهمهم أن يتبنى نواف سلام، باسم حكومته، وبالإجماع، ما ورد حرفياً في خطاب القسم، أو (على الأقل) اقتباس نقط عديدة من الخطاب وإدراجه في البيان سيّان أجاء هذا الاقتباس حرفياً أو بتصرّف.

والشيء الوحيد الذي لا يريده الخارج ويرفض حتى أن يسمع به هو ما اتُّفق على التعارف عليه تحت تسمية «المعادلة الثلاثية» الشهيرة (الشعب والجيش والمقاومة).

ويتلاقى المعارضون الداخليون مع هذا الموقف الخارجي، إلّا أنهم يزيدون رفضهم أن توضع (أي أن تبقى) وزارة المال في عهدة الثنائي الشيعي، والأقل مدىً بينهم الذي يقول بتدوير الحقائب كلها، من دون أي استثناء، يرى انه إذا تعذرت شمولية التدوير فلتكن «شمولية التثبيت»، وأما إذا خالف الرئيس نواف سلام هذا المطلب، وهو معروف بأنه كان لا يقبل به قبل التكليف، فيطالبون بسحبه على الجميع فلا يكون صيف للثنائي وشتاء للآخرين على سطح حكومة العهد الأولى الواحد. ولقد ذهب طرف معارض (علماً أن هذا التصنيف – أي المعارضة – بات من الماضي) قبيل التكليف الى الإدلاء بلسان أحد مسؤوليه الإعلاميين، بكلام كبير جداً في حال أُسنِدَت المالية الى الثنائي. وعموماً ثمة أطراف نيابية قالت، في العلن، إنها تعلق موقفها من الحكومة، في جلسة الثقة وما يليها، على مضمون البيان الوزاري وكذلك على معايير تنفيذه من قِبَل الحكومة مجتمعة ورئيسها.

ويزعم نواب أنهم فاتحوا الرئيس المكلف في هذه المسألة، وأنه مقتنع «مبدئياً» بوجهة نظرهم، ولكن الحرص على الميثاقية شأن يجب أن يؤخَذ في الاعتبار والأولوية.

khalilelkhoury@elshark.com