فؤاد شهاب من جديد

12

بقلم المحامي د. عبد الحميد الأحدب
كثير من التشابه بين فؤاد شهاب وجوزف عون!
فؤاد شهاب رفض قمع ثورة سنة 1958 ضد التجديد لكميل شمعون وضد حلف بغداد! جوزف عون رفض أوامر ميشال عون بقمع الثورة التي نزلت جماهيرها الى بيروت تطالب بالإصلاح وتستنكر الفساد وهدر اموال الدولة. وكان هذا سبب خلافه مع ميشال عون وصهره.
كان فؤاد شهاب من خارج الطبقة السياسية التي حكمت سنة 1958، وكذلك جوزف عون، فهو وحده بين المرشحين الذي كان من خارج الطبقة السياسية!
فؤاد شهاب بحث عن مستشاريه في الشرفاء الذين لهم ماضٍ في نظافة اليد وفي المواقف الأخلاقية، هكذا اختار المجهولان الياس سركيس وشفيق محرم. فكيف سيختار جوزف عون مستشاريه؟ هل لديه الياس سركيس وشفيق محرم؟ خطاب القسم الذي ألقاه جوزف عون هو تماماً المطلوب لإنقاذ بلد انهار اقتصادياً وحَكَمَه حزب الله اربعون عاماً، ونشر مع العونيين الفساد في الدولة ومؤسساتها.
الدولة وحدها لها احتكار السلاح، وهكذا حسم موضوع سلاح حزب الله! المهم الآن هو التنفيذ!
رئيس الوزراء من المتوقع ان يأتي منسجماً مع خطاب القسم، وأن يكون تاريخ في مقاومة حكم حزب الله والعونيين. أشرف ريفي يفي بالغرض، ثم وزارة من الشرفاء والخبراء من خارج المحاصصة ومن خارج الطبقة السياسية لتتمكن الحكومة من تنفيذ خطاب القسم، وليكون رئيس الوزراء متعاوناً ومساعداً لرئيس الجمهورية وليس خصماً له. تاريخ أشرف ريفي يشهد له! ثم تحضير قانون انتخابات جديد لتأتي طبقة سياسية جديدة بالإنتخابات التي سيحين موعدها بعد سنة وأشهر، والبدء بالإصلاح الإداري، فالحكم العوني المتحالف مع حزب الله ملأ وزارات الدولة بالأنصار الفاسدين والمفسدين الذين ليست لهم اماكن في الوزارات، فيعملون على الإفساد في الوزارة وخارجها. والمهم ان يكون الوزراء قدوة. وملء المراكز الشاغرة وغير الشاغرة بطبقة من الأوادم والخبراء.
المهم ان يجد جوزف عون الياس سركيسه وشفيق محرمه… القدوة!
جوزف عون يأتي بسيارة الإسعاف، فالبلد قد انهار اقتصاده ودولته وعملته وسلامه، وهدمت الحرب مساكنه، التحدي كبير، ولكن الدعم الدولي كبير، وحين يكون الرئيس على مستوى المسؤولية وقدوة امام الدول الصديقة، فإن الدول ستساعد، من هنا فإن الأحلام بالخلاص والخروج من الجحيم ليست أحلاماً بل هي وقائع وممكنة،
وظروف انتخاب جوزف عون تبشر، فالدول الصديقة جاءت كلها لتفرضه، ونجحت، وبالتالي فهي الى جانبه وهي ستدعمه.
التحديات كبيرة وكثيرة. المطلوب إزاحة لبنان الذي سقط منذ سنة 1975، اي منذ اتفاق القاهرة، وبقي لبنان مشوهاً محكوماً من الفلسطيني ثم من السوري ثم من الإيراني!
المطلوب عودة الحكم الى اللبناني، مطلوب الإنقاذ السريع بإصلاحات سريعة! فنحن على اللائحة الرمادية مصرفياً، وهذا خطر على النظام المصرفي، فالبنك الدولي طلب اصلاحات ولم يُسْتَجب له.
العورات الداخلية كثيرة، نشأت من حكم فاسد غير لبناني منذ نصف قرن، وهؤلاء ما زالوا داخل السلطة وهم التحدي الكبير امام جوزف عون، كل الشعب اللبناني مع جوزف عون.
المهم ان يسرع باختيار الياس سركيس وشفيق محرم وان ينهض الى حركة اصلاح.
التحديات الداخلية صنعتها الأيام السوداء منذ اتفاق القاهرة، فإلى الإصلاحات والى المستشارين “الأوادم”، والى نزع سلاح حزب الله ونزع سلطة حزب الله الى.. الى انقاذ لبنان بسواعد الرجال العلماء “الأوادم”، الى هذه المهمة التي هي ليست مستحيلة على السواعد والقلوب والأخلاق.
الى مواجهة التحدي، من اجل انقاذ لبنان.
جرب فؤاد شهاب ونجح، ولكن الشهابية سقطت يوم انتخاب سليمان فرنجية ويوم وقّع شارل حلو على اتفاق القاهرة دخلنا في الجحيم!
الأجراس تدق لشروق الشمس من جديد، كل اللبنانيين مع جوزف عون ضد التاريخ الأسود الممتد من اتفاق القاهرة.
الى الإستقلال من جديد، الى الحرية الى النظافة والإستقامة، الى بناء دولة القانون والعدالة الى المستقبل الذي يعيد لبنان الى اللبنانيين.
د. عبد الحميد الأحدب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.