شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – التحدّي الأكبر: تنفيذ خطاب القسَم
أصَرّ الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق، عاشق لبنان، على أن يحصر لقاءنا الأسبوعي، عن بعد، بانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية. وبعد التهاني والتبريكات ذكر بضع نقط أقتبسها (بالتلخيص) في الآتي من هذه العجالة:
■ نحن، الأوروبيين، لنا ثقة كبيرة في رئيسكم الجديد لأننا نعرف عنه الكثير كجندي محترف وكقائد عسكري وإداري ناجح جداً، ولا سيما لأنه يحظى بتأييد ملحوظ من الشعب اللبناني استناداً الى معلوماتنا والتقارير «الدقيقة التي تردنا»…
■ إن الوضع الذي استجد في جارتكم الأقرب (يقصد سوريا) «اقتضى بالضرورة» أن يُجرى تغيير «أساسي وفوري» في لبنان، وأن يكون ذلك عن طريق انتخاب رئيس لجمهوريتكم التي شاءت المصادفة الإيجابية أن يكون عندكم شغور رئاسي، فاستغله الأميركي والأوروبي والخليجي.
■ إن خطاب القسَم هو التحدي الكبير الذي يواجه صاحبه، لأن ما تضمنه من التزامات وتعهدات سيكون مقياساً للحكم على العهد العوني الجديد، ولا يمكن التنفيذ من دون تعاون كبير من الحكومة ومجلس النواب، وإلّا فسيتعذر التنفيذ لأن دستور الطائف أفقد الرئيس اللبناني الكثير من الصلاحيات باستثناء التوقيع، وعلى الداعمين الدوليين والخليجيين الذين ضغطوا لتجاوز العقبة الدستورية أمام انتخاب الرئيس، أن يضغطوا ليحولوا دون عرقلة بنود الخطاب، و «هم قادرون» ولديهم من «وسائل» الضغط ما هو معروف وما هو مكتوم.
■ التزام الرئيس بـ «احتكار السلاح» في كنف الدولة هو النقطة المركزية التي ستحمل «أفخاخاً» عديدة، وإزعاجاً للعهد الجديد، وسيكون مدار أخذ ورد كبيرَين. (هنا دخل الديبلوماسي الأوروبي الغربي الصديق في تفاصيل كثيرة ارتأيتُ أن أحتفظ بها لنفسي نظراً الى دقّتها وحساسيتها).
■ وفي كلامه على ما تردد عن «صفقة» بين الثنائي الشيعي والرئيس جوزاف عون عشية انتخابه وما بين دورَتَي جلسة التاسع من كانون الثاني، قال ما أنقله حرفياً الى العربية: لستُ مع تسمية صفقة، وهي كلمة فيها ظلم للرئيس، وأنا أراها «تسوية»، وأمّا النتيجة فهي «فيفتي – فيفتي»، فثمة أمور ما تزال قيد البحث(…).
والنقطة الأخيرة في كلامه كانت حول مواقف القوى في مجلس النواب، وأحصرها بالثلاثي الماروني، وأختصرها سريعاً جدّاً بالآتي: جبران باسيل بقي على موقفه السلبي، سامي الجميل التزم بموقفه الإيجابي، سمير جعجع كان يراهن على رفض باسيل والثنائي الشيعي وآخرين انتخاب القائد ما يتعذر معه تأمين الـ86 صوتاً في الدورة الأولى والثانية والثالثة، فتُرفع الجلسة أيّاماً ما يُفسح في المجال أمام ترشيحات وطموحات(…) ولكن موقف الثنائي كان له فعله.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.