كيف تصدّر إسرائيل تقنيات الاحتلال إلى العالم؟ الحلقة الثالثة
كتب عوني الكعكي:
هذا عنوان لكتاب، كتبه الكاتب الاسترالي أنتوني لونشتاين وأعطاه اسم «مختبر فلسطين»، وقام بترجمته د. عامر شيخوني، وراجعه د. عماد يحيى الفرجي.. فماذا جاء في الكتاب؟
بداية، ندّد الكاتب بالممارسات والسياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.. وأكد أن إسرائيل هي دولة فصل عنصري، وما يحدث منذ سنة في غزة هو مذبحة جماعية مروّعة.
يضيف الكتاب: بصفتي يهودياً فأنا أشعر بالخجل والاشمئزار مما تفعله إسرائيل، والمهم، يقول لونشتاين، أن يدرك العالم أن ليس كل اليهود يؤيدون ما تفعله إسرائيل…
أما عامر شيخوني، مترجم كتاب «مختبر فلسطين»، وهو طبيب عربي ولد في سوريا عام 1950، ودرس الطب في جامعة حلب، والذي شارك مع زميله عماد يحيى الفرجي، فقد قال عن سبب ترجمة هذا الكتاب:
إنّ ما دفعه الى ترجمة هذا الكتاب هو إظهار كذب إسرائيل وادعائها بأنها دولة ديمقراطية زاهرة في قلب الشرق الأوسط… وهذا ما تتحداه الوقائع… كما أن المعاملة القاسية التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، ونمط العنصرية التي تدعمها الدولة، أدت الى انتشارها بشكل واسع جداً، حتى بين الجماعات التي تكره اليهود تقليدياً.
لقد طوّرت إسرائيل في الفترة الماضية صناعة عسكرية على مستوى عالمي، وتمت تجربة أسلحتها بشكل مناسب وغير مناسب أحياناً على الفلسطينيين تحت الاحتلال، ثم تمّ تسويتها كأسلحة تم اختبارها في ميدان القتال. كما أن الشركات الأمنية الإسرائيلية نجحت باستغلال العلامة التجارية للجيش الإسرائيلي، وأصبحت من أكثر الشركات نجاحاً في العالم.
كما أن ما دفعني لترجمة هذا الكتاب هو الرسالة التي تبناها بنيامين نتنياهو وحلفاؤه، وهي أن إسرائيل هي الدولة القومية الحديثة النموذجية.
لقد كان نتنياهو فخوراً بعمله، وهو يفتخر بما أدّت إليه وسائله… فها هي إسرائيل -برأيه- تنال إعجاب معظم العالم الغربي بصفتها أمة تقف بذاتها، ولا تخجل ولا تتوانى من استخدام القوة المفرطة للمحافظة على نفسها.
من أجل ذلك كله… وحتى يعرف العرب والمسلمون وخصوصاً الفلسطينيون، ما حيك وما يُحاك ضدهم من مؤامرات لإرساء قواعد الدولة العبرية، واعتبارها دول يهودية لا مكان للفلسطينيين فيها، في أي مكان، حتى في غزة والضفة الغربية.
من أجل ذلك كله، ترجمت هذا الكتاب.
وسنكتفي في حلقة الثالثة بتقديم أهم ما جاء في الفصل الثالث من الكتاب.. على أن ننشر بقية الفصول في حلقات أخرى.
الفصل الثالث: منع كل فرصة للسلام
لقد توسّع الكاتب الاسترالي أنتوني لوينشتاين في هذا الفصل في كتابه «مختبر فلسطين»، وركز على النقاط التالية:
* التخطيط الإسرائيلي لقتل الفلسطينيين، كل من يستطيعون قتله حسب تصميم وضعه الجيش الإسرائيلي عام 2020.
* لقد صار الاحتلال الإسرائيلي للضفة وغزة مستمراً بلا نهاية.
* تحوّلت هذه الفكرة (قتل الفلسطينيين واستمرار الاحتلال) الى إيديولوجية للدولة.
* العدوان على غزة والضفة مستمر منذ عام 2012، وأهمها عملية «عمود الدفاع» الإسرائيلية حيث قتل 174 فلسطينياً وستة إسرائيليين خلال سبعة أيام.
* هدفت إسرائيل في وسائل التواصل الاجتماعي الى الحصول على مؤيّدين داخليين وعالميين لمهماتها العسكرية.
* لقد أنفق الجيش الإسرائيلي ميزانية كبيرة على الدعاية عبر وسائل مؤيّدة للمثليين والحركات النسوية.
* الهدف من كل ذلك تجييش الدعم في خدمة استمرار الاحتلال.
* تعمل إسرائيل على إظهار وتصوير أعمالها بأنها أخلاقية وشرعية، وأنّ مأزق الدولة يمكن فهمه في ضوء ماضي إسرائيل الأليم.
* استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة جديدة أثناء حرب غزة عام 2014 واستعرضها أمام الإعلام.
* بدت إسرائيل واثقة جداً من جميع أفعالها من دون خوف من المحكمة الجنائية الدولية، أو أي عقوبة محلية.
* اختراع الطائرات المسيّرة «ماء الظربان» التي تطلق سائلاً من مدفع ماء يترك رائحة كريهة في ثياب وجسم المصاب لفترة طويلة ساهم في سيطرة إسرائيل على التظاهرات والتجمعات المعارضة، وهذا هو اختراع إسرائيل لشركة Aeronautics، واستخدمت هذه التقنية في الضفة الغربية والقدس لردع المتظاهرين.
* أيدت فكرة الطائرات المسيّرة هذه تجمعات نسائية يهودية أهمها «تحالف النساء من أجل السلام».
* عام 2021 اشتد الصراع بين «حماس» وإسرائيل في ما سمّي بعملية «حارس الجدران» حيث قتل 260 فلسطينياً بينهم 129 مدنياً، إضافة الى 12 إسرائيلياً.
* اعتبر المراقبون أن نهاية هذا الصراع في ذلك العام كان نصراً لـ «حماس»، لأنها صمدت أمام الهجمات الإسرائيلية.
* أعجب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعمليات إسرائيل لمراقبة قطاع غزة من خلال الطائرات المسيّرة.
* احتفظت روسيا وإسرائيل بعلاقات وثيقة بينهما خلال الحرب الأهلية السورية، من خلال تأييد روسيا لنظام بشار الأسد الاستبدادي.
* تدخل بوتين في الحرب الأهلية السورية في 30 أيلول/ سبتمبر عام 2015.
* انتشرت فكرة الطائرات المسيّرة. فمنذ 11 سبتمبر 2001 كانت أوّل ضربة للطائرات المسيّرة الأميركية عملية فاشلة لقتل زعيم حركة «طالبان» الملا عمر في أفغانستان في 7 أكتوبر 2001.
* يقدّر عدد الذين قتلهم الأميركيون بين 9000 و17000 بمن فيهم نحو 2200 طفل.
* عمل الوحدة الإسرائيلية 8200، ودور هذه الوحدة في الحروب المتعاقبة.
* يتعرّض الفلسطينيون تحت الحكم العسكري الإسرائيلي للتجسّس والمراقبة الدائمة من المخابرات الإسرائيلية.
* كانت استجابة إسرائيل لجائحة «كوفيد» (كورونا) لا مثيل لها في العالم الغربي، فقد استخدمت جهاز أمنها الداخلي «الشين بيت» في متابعة المخالطين.
وإلى اللقاء في الحلقة الرابعة.