جنبلاط: هوكشتاين خذل بري وميقاتي والحرب طويلة

لقاء درزي جامع في بعدران لتثبيت الصمود ومنع أي خلل أمني

42

الشرق – شهدت «خلوة القطالب الزاهرة» في بلدة بعدران الشوف لقاء درزيا استثنائيا جامعا للقيادات السياسية والروحية، لمناقشة الاوضاع الراهنة، وسط التطورات المتسارعة التي تمر بها البلاد واتخاذ المواقف المناسبة منها، وذلك بمشاركة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ورئيس الحزب الاشتراكي السابق وليد جنبلاط (اصطحب معه فؤاد تيمور جنبلاط)، رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، الشيخ ناصر الدين الغريب، الشيخ نعيم حسن، والمشايخ: ابو علي سليمان بو ذياب، ابو زين الدين حسن غنام، ابو فايز امين مكارم، ابو داوود منير القضماني وممثل عن الشيخ ابو صالح محمد العنداري.

كما شارك الوزيران عباس الحلبي وعصام شرف الدين، والنواب: مروان حمادة، وائل ابو فاعور، هادي ابو الحسن، مارك ضو، فيصل الصايغ والوزراء والنواب السابقون: فيصل الداوود، غازي العريضي، ايمن شقير، رمزي مشرفية، عادل حمية وممثل عن الوزير السابق وئام وهاب د. هشام الاعور، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، وقضاة المذهب: الشيخ غاندي مكارم، الشيخ سليم العيسمي، فؤاد حمدان، منير رزق، منح نصر الله، الشيخ دانيال سعيد، الشيخ سعيد مكارم، رائد الصايغ وامير ابو زكي، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع على رأس وفد من المشايخ وإدارة المؤسسة، امين السر في المجلس المذهبي المحامي رائد النجار وعدد من رؤساء اللجان واعضاء المجلس والمستشارين، الى مسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي والمجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني وحزب التوحيد العربي وحشد كبير من مشايخ الطائفة وفاعلياتها.

ابي المنى

وبعد لقاء في حرم الخلوة، استهله الشيخ القضماني مرحبا بالحضور، ومشددا على اهمية تمتين الصف الداخلي، وكلمات للشيخ ابي المنى والشيخ الغريب، وجنبلاط وأرسلان وضو والداود وممثل وهاب وللشيخ ابو ذياب، حول المستجدات الحاصلة راهنا، وكيفية التعامل معها واهمية تكرار مثل هذه اللقاءات ليكون الموقف واحدا، اختتم اللقاء بكلمات امام الاعلام بدأها الشيخ ابي المنى قائلا: «قرارُنا توحيديٌّ بامتياز، نُعلنه في كلِّ موقفٍ ومن كلِّ موقع: الحياد عن كل ما يفرق والانحياز الى كل ما يجمع، وهو شعارنا الوطني الذي رفعناه منذ البداية… أكان على الصعيد الداخلي ضمن الطائفة أم على صعيد الوطن… وهو ما تؤكّده القيادة السياسية التي نعتزُّ بها وبدورها الموزونِ والمتوازن، وما نعملُ عليه في مشيخة العقل، وقد أكدنا عليه بالأمس مجتمعين في القمة الروحية في بكركي. ندين العدوان الإسرائيلي المتمادي بإجرامه ووحشيته، ونتضامن مع النازحين ونعتبرهم ضيوفاً مكرَّمين عندنا، لكنّنا نتحمّل مسؤوليةَ تنظيم الضيافة وإتقانها، ولا نقبل بأيِّ خللٍ أمني من أيِّ جهةٍ أتى، ونتعاون مع أولي الشأن الاجتماعي والسياسي ومع الجيش وقوى الأمن لضبط المخالفات وتحقيق الاستقرار. نؤكِّدُ على مبدأ الاستضافة ونحذِّر من بيع الأراضي والبيوت في هذه الفترة المفصلية لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر التغيير الديمغرافي الذي تخطّط له إسرائيل، ومن الاختلاط غير المدروس وعواقبه الاجتماعية والأمنية، فالنازحون عاشقون لأرضهم وسيعودون إليها قريباً بإذن الله، لذلك نطالب المجتمع الدولي والمسؤولين عندنا بالضغط لوقف إطلاق النار ونشر الجيش على الحدود ودعمه بما يلزم».

أرسلان

من جهته، قال أرسلان: «عبر تاريخنا المشرف هذا، لم يكن لدينا أعداء في الوطن على الاطلاق. نحن أصحاب هوية وأصحاب وطن واحد وأرض واحدة. طبعاً، عندما تكون الحرب مع عدو الدين والأرض والتاريخ وعدو أرضنا ومياهنا وثرواتنا وكرامتنا وهويتنا الوطنية، في هذا البلد وهذا الشرق، فنحن مؤتمنون، وليس غيرنا وحده المؤتمن. نحن اليوم في الجبل نستضيف أهلاً واخواناً نزحوا نتيجة هجوم بربري ووحشي على لبنان. عندما تُدمر ضيعة في لبنان، فهذه مسألة تعنينا. لا يمكننا أن نستقيل من دورنا التاريخي، من الدور الذي تربينا عليه من كل سلفنا الصالح. هذا الجبل أثبت عبر مشايخنا وشبابنا ونسائنا أنه جبل يفتح يديه كأم حنون ليستقبل اخوانه في الوطن، وهو يقوم بواجباته التي لا نحتاج إلى من يعلمنا إياها، بل هي جزء من جذورنا وتوجهاتنا التي نسير عليها».

وتابع: «لن أزيد أكثر، لكن المطلوب أن تستلم القوى الأمنية الأمور أو أن تكون حاضرة، منعاً لحصول أي محاولة إحداث فتنة أو انقسام أو تخريب عبر الجبل، إن كان في الشويفات أو المتن أو عاليه أو الشوف أو حاصبيا. لدينا بلديات وشرطة وحرس بلدي، وأنشئت خلايا أزمة في كل بلدة، وقد توافقنا على دعمها، مع التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية، حتى نتمكن من تطويق أي اشكال أو حادث يحصل لا سمح الله».

وختم أرسلان: «نشكر المشايخ على استقبالهم لنا، وكما اتفقنا مع وليد بيك خلال اللقاء، سنستمر في تنظم الاجتماعات في كافة المناطق للتأكيد على هذا التوجه وعلى تمسكنا بهويتنا العربية الإسلامية، التي تربينا عليها. نحن في النهاية أصحاب هوية ولنا جذور متجذرة في الأرض. وكنت دائماً أقول للمشايخ الأجلاء في كل كلمة ألقيها أنتم أوتاد الأرض وأطهارها، بالمعنى التوحيدي للكلمة لكن ليس على المستوى الديني فحسب، بل على المستوى الزمني أيضاً. يجب أن نتعالى كلنا عن كل تفصيل قد يخرب المجتمع، ونلتف على بعضنا البعض كأبناء جبل وكأبناء وطن وكأبناء هوية وكأبناء قضية، ولا عدو لنا إلا إسرائيل».

جنبلاط 

وختاما، القى جنبلاط كلمة قال فيها: «سنبقى سويًّا بالتشاور الكامل مع كل هيئات المجتمع المدني وكلّ النواب والفاعليات والمشايخ للقيام باجتماعات مماثلة، وطرحنا بعض النقاط كون لم يتوفق الرئيسان برّي وميقاتي بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، لأنهم خذلوا من قبل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية». وأضاف جنبلاط: «يبدو أن الحرب طويلة، ولذلك علينا أن نكون على استعداد لتوفير الحد الأقصى من الخدمات للشعب اللبناني النازح والمقيم والتعاون المطلق مع الدولة والأجهزة الأمنية لإبعاد أي محاولة ضئيلة حول موضوع الأمن الذاتي ونطلب من الوزير الحلبي تفعيل خطة التعليم الحضوري والمدمج وتجهيزها، كما إمكانية استئجار مدارس خاصة كما أبلغني من أجل هذا الأمر». وعن القطاع الصحي، قال جنبلاط: «المستشفيات والمراكز الإجتماعية جاهزة والأدوية متوافرة، هناك نقص يمكن تعويضه، ويجب أن تكون هناك لجان فعالة في كلّ المناطق وعلى المستويات كافة، ونحن جاهزون مع الدولة والمشايخ لتلبية الحاجات».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.