هوامش – بقلم ميرفت سيوفي- حزب الله.. لبنان مجتمع حرب

64

إذا كانت حرب تموز العام 2006 انتهت إلى 7 أيّار العام 2008 مستهدفة بالتّحديد مناطق السُنّة والدّروز وتحديداً بيروت، علينا أن نتساءل أمام الشّحن والتوتّر والصّراخ أنّ مناطق جبيل وكسروان كانت للشيعة فعن ماذا ستسفر حرب 8 أكتوبر المستمرّة حتّى اليوم، الفتنة «توجّ» ودخانها لا يحتاج لمن ينبّه له بل هو بحاجة لمن يطفئه وإلا استعدّوا لحربٍ أهليّة جديدة رائحتها أقوى بكثير من رائحة الحرب مع العدوّ الإسرائيلي، ولكن أنوف المسؤولين مزكمة وآذانهم صمّاء خصوصاً عن الكلام الذي يصدر عن بيئة النازحين!
في 23 حزيران عام 1989 صرّح أمين عام حزب الله الرّاحل السيّد حسن نصر الله لصحيفة العهد: «دعانا الإمام (الخميني ثمّ الخامنئي) لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وأن نفهمه تكليفاً شرعياً واضحاً، وان نعمل له في لبنان وفي غير لبنان»، هذا حقيقة ما يحدث في لبنان رويداً رويداً فمن صبر أربعين عاماً لإنشاء دويلته يصبر نصفها أو أقلّ أو أكثر لإقامة حكومة إسلاميّة مرجعيّتها إيران ومرشدها ووليّ أمر الشيعة أينما تواجدوا في الدّول العربيّة كلّهن يدينون بالتبعيّة لإيران ظاهراً أو باطناً!
وقبله صرّح الشيخ حسن طراد – إمام مسجد الإمام المهدي -: «إن إيران ولبنان شعبٌ واحد، وبلدٌ واحد»، صحيح أنّ أمين عام حزب الله المرحلي الشيخ نعيم قاسم أخبرنا في خطابة قبل يومين أنّ إيران لا تريد منّا شيئاً» فيما السيّد حسن نصرالله قالها بوضوح الشّمس أنّه يفتخر بكونه جنديّاً في جيش الوليّ الفقيه وأنّ مأكله وملبسه ومشربه وعدّته وعتاده وراتبه وميزانيّته كلّها من إيران، عندما استمعت إلى كلام الشيخ نعيم قاسم تساءلت بيني وبين نفسي: «أيّ مقدرة على الكذب هذه، وأيّ استخفاف هذا بعقول اللبنانيين ودمائهم وأرزاقهم وبلدهم»؟!
في حرب تموز 2006 كتب حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان الايرانية آب 2006 «إن حزب الله لا يقاتل من أجل السجناء ولا من أجل مزارع شبعا او حتى القضايا العربية أياً كانت وفي أي وقت وإنما من أجل إيران في صراعها لمنع الولايات المتحدة من إقامة شرق أوسط جديد»، القفز فوق هذا الكلام كمن يدفن رأسه في الرّمال فلا مساندة ولا إسناد في غزّة ولا طلقة واحدة دفاعاً عن المسجد الأقصى إنّها حرب إيران التي دفع ثمنها كلّ هذا الخراب و»الترانسفير» الجديد الذي يوشك على التظهّر هو من أجل إيران فقط!
لبنان ليس وطناً نهائيّاً لحزب الله، وهو وطن نهائي لشيعة حركة أمل والسيّد موسى الصّدر الذي كان التخلّص منه ضرورة قبل ظهور الخميني، لم يكن الصّدر ليمشي ممشى ولاية الفقيه ويبيع لبنان وشيعته لإيران، فيما بالنسبة لحزب الله قالوها علناً «لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير(يعني بإيران أو كما يقولونها جمهوري إسلامي إيراني» (النهار/أيلول 1986).
مشروع حزب الله واضح وإذا كان قد تنكّر لكلّ أقواله قبل الطائف فإنّ الواقع يشهد أنّه يعمل على تنفيذها على قدم وساق سبق وأعلن حزب الله على لسان أمينه العام الرّاحل مشروعه وهو «مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان (السفير /تشرين الثاني 1987) ، وفي ضوء الكلام المتداول خلال اليوميْن الماضيين بأنّ النّظام أهمّ من الإمام (المهدي) في إيران، نردّ القارىء إلى ما هو أخطر من ذلك وعلى هذا الكلام يجب أن يبني اللبنانيّون موقفهم من مشروع حزب الله المختبىء بين الشّعب اللبناني باعتباره من نسيجه وهو ليس كذلك لأنّه «أمّة إيران»: «كلّنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة.» (النهار /9 آذار 1987).
فهل لا يزال الشعب اللبناني قادراً على تحمّل هذه المغامرة المجنونة التي قتل فيها الآلاف ودُمّر لبنان مرّات متتالية؟!

ميرڤت سيوفي
m _ syoufi@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.